وذكرت الوكالة، الأربعاء في تقرير مفصل حول دور الطائرات المسيرة الإيرانية والأسلحة الروسية في الحرب الأهلية السودانية، نقلاً عن دِرار أحمد دِرار، قائد جماعة شبه عسكرية مؤيدة للجيش السوداني، أن البلاد تتلقى دعماً من إيران وروسيا.
وقال: “إنهم يقدمون أشياء مختلفة مثل الطائرات المسيرة والأسلحة، والآن تغير ميزان القوى”.
ويأتي الدعم الخارجي للجيش السوداني في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، ما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
والحرب، التي تدور في السودان تهدف للسيطرة على هذا البلد الشاسع بخط ساحلي استراتيجي على البحر الأحمر، وهي واحدة من أكثر الحروب دموية التي شهدتها منطقة الساحل الأفريقي في السنوات الأخيرة.
وأدت الانقلابات العسكرية المتكررة في المنطقة إلى تقارب جيوش مالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى مع موسكو وابتعادها عن الحلفاء الغربيين. وقد نشرت روسيا مرتزقتها في تلك البلدان.
ولكن لم يجذب أي من بلدان المنطقة القوى الأجنبية كما فعل السودان. وعلى عكس الهزيمة التي لحقت بروسيا وإيران مؤخراً في سوريا، فإن موسكو وطهران حالياً في موقع قوي داخل السودان.
أسلحة روسية وإيرانية للجيش السوداني
ومع استمرار الحرب الأهلية السودانية، باعت روسيا ملايين البراميل من الوقود وآلاف الأسلحة ومكونات الطائرات إلى الجيش السوداني، بينما أرسلت إيران شحنات أسلحة وعشرات الطائرات المسيرة إلى السودان، مما مكن الجيش من استعادة أجزاء من العاصمة الخرطوم.
كما سمحت هذه الأسلحة للجيش السوداني بالسيطرة على مناطق واسعة من البلاد من قوات الدعم السريع المنافسة.
وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن ترسانة الجيش السوداني زادت إلى درجة أن منشأة جديدة تم بناؤها في الجناح العسكري لمطار بورتسودان في وقت سابق من هذا العام.
وأكدت الوكالة الأميركية أن تدفق الأسلحة إلى السودان يعني أن الحرب تُدار بشكل متزايد من الجو.
وبحسب تقييم أمني للأمم المتحدة اطلعت عليه “بلومبيرغ”، فقد استخدم الجيش السوداني أسلحة مضادة للطائرات في 21 نوفمبر لإسقاط أسراب من الطائرات المسيرة بالقرب من مدينتي عطبرة والدامر.
وأضاف التقرير أن كلا الطرفين المتصارعين يسعى بشكل نشط لتعزيز ترسانته، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لدعم مواقعهما.
وكتبت “بلومبيرغ” عن مفاوضات روسيا وإيران مع الجيش السوداني في الأشهر الأخيرة لإنشاء قواعد عسكرية في بورتسودان، مشيرة إلى أن أهمية هذه المحادثات تأتي بسبب مخاطر فقدان روسيا جسراً جوياً رئيسياً إلى إفريقيا نتيجة احتمال خسارة قاعدتين عسكريتين في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.
كما أن هذه المفاوضات تأتي في وقت تواجه فيه إيران ضعفاً بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على وكلائها.
وتمول الأطراف المتصارعة شراء الأسلحة باستخدام عائدات بيع الذهب السوداني، التي تحقق للجيش السوداني وحده أكثر من مليار دولار سنوياً.
وذكرت “بلومبيرغ” أن الصين لم تنحز لأي طرف، لكن كلا الجانبين يستخدمان طائرات مسيرة صينية الصنع. وقد بنت الصين ميناءً بقيمة 140 مليون دولار في السودان، وهي تجري محادثات مع الجيش السوداني للاستثمار في مصفاة نفط جديدة وإعادة تأهيل أكبر مجزر في البلاد.
عودة العلاقات بين إيران والسودان
ومع تصاعد الحرب، أعادت إيران في أواخر عام 2023 العلاقات الدبلوماسية مع السودان بعد انقطاع دام 7 سنوات، وأرسلت دبلوماسيين إلى السودان، وافتتحت سفارتها هناك.
وكانت العلاقات بين النظامين في طهران والخرطوم قوية طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث تحالف النظامان أيديولوجياً بعد وصول عمر البشير إلى السلطة عام 1989. وساعد النظام الإيراني حكومة البشير في تأسيس جهازها الاستخباراتي.
ونقلت “بلومبيرغ” عن مسؤولين استخباراتيين ودبلوماسيين قولهم إن طهران تعمل بنشاط على تزويد الجيش السوداني بالأسلحة والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية والمعلومات الميدانية.
وأفادت الوكالة أن بين يناير ) ويوليو من هذا العام، قامت شركة “قشم فارس إير”، وهي شركة طيران إيرانية خاضعة للعقوبات الأميركية ومرتبطة بفيلق القدس، بتنفيذ ما لا يقل عن 7 رحلات بين إيران والسودان.
وبحسب منظمة “كونفليكت أوبزير فاتوري”، فإن أربعاً من هذه الرحلات انطلقت من مطار “مهر آباد” بطهران، وهو موقع قاعدة تابعة للقوات الجوية الإيرانية.
وفي أبريل الماضي، أكدت تقارير إعلامية وجود طائرات مسيرة إيرانية في السودان.
وخلال 2023، استخدمت القوات المسلحة السودانية هذه الطائرات المسيرة لاستعادة مناطق محيطة بالخرطوم كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأكد مسؤولون أميركيون أن الدعم الإيراني للجيش السوداني يُعقّد علاقاته مع الولايات المتحدة، التي تضغط للتوصل إلى حل سلمي للصراع.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.