بركة ساكن
في زيارتي الأولى لجنوب السودان ٢٠١٦، كان في استقبالي في صدر المدينة الحنون جوبا، في أكثر من مكان، وزمان، ومقهى، وبيوت، وحفل، ومطعم، وشارع، وزقاق، ومكتب، وصحيفة، وظل شجرة: الشعراء والشاعرات، والصحفيات والصحافيون، الأديبات والأدباء، والطبيبات والأطباء، والمحامون والمحاميات، وأعضاء البرمان، والإعلاميون، والإعلاميات، وطيور لها أرياش ملونه، ودينق قوج:
أتيم سايمون، مثيانق شريلو، بوي جون، سارة جون، أتوج اكنون، انطوني جوزيف، كواجوك لاكو، انس كوكو ، مبيور قوج ايويل، انطوني جوزيف، باناك اندرو، قديت شول، امانويل بافرا، حياة دينق، عادل التيجاني، هيثم اويت، جوزفينا سعيد، والدكتور جون قاي يوه ، أتيم قرنق دي كويك، مولانا لورنس كورباندي الذي أصبح الآن مبعوث الإيقاد للسودان ، جيمي وانغو، مصطفى كور لوال ، نيكولا فرانكو، مارغريت كوارتو، جوزيف أبوك، عمر يوسف نقور، آرثر قبريال ياك ، ثيونق جون قويت، ابراهام مليك ، باسكا شارلس، ليندا سايمون، اكونير كوسي، يور اوبونقو ، ريتا فؤاد، ميرى كاليستو، سبيلة دانيال، سانتو بربر، اجاك حسين، ابنج حسين، سارة لول، اشوك لول، اداو لول، سبت دون، لوال ويل، بطرس بيار، شول اجاك، سيفيا جيمس ، اداو بلبك، جوزفين لوريت ، اثياك ابراهام ، اكيلا جون، بومانو جون، الراحل فيكتور توماس، اكنج نيال جاشنتو ، إبراهيم اوول، والمغني العظيم دانيال ايمانويل كيمبى، والمغني الرائع فنا فولينو ميساكا، اقوم رينق، عادل فارس، فرانسيس مايكل، قبريال ارنست، رونجو طابو، مبيور شريلو ، كنيدى نيمايا، سوكيرى لوفونى، بحيرات بختان، وفيصل سعد، ملوال دينق، الفاتح اتيم، ربيكا لورنس، مايكل كوما، مكير مريال، شارلس بيط ، لوار نيوك، مارتن وده، والقديس صديق الجميع جونسون بام، وأستاذي جميس ألالا دينق، والطفل الجميل ماشيك أكيلا جون.وغيرهم طاقة من بنات وأبناء الجنوب الرائعين. الذين اتاحوا لي أن أرى الجنوب بعيونهم، بلادهم التي صنعوها بعد نضال طويل، ومحبة، ودموع، ودم، وياسمين. تلك المساحة التي استحقوها واستحقتهم، كانوا فرحين بالحرية، والغابات، والأنهر، والطين، والسماء التي تخصهم. احتفلوا بزيارتي واحتفلت بجمالهم وكرمهم وطيب معشرهم.
دينق قوج كان واحدا من أبناء جنوب السودان العظماء، الذين يؤمنون بالمستقبل، والإنسانية، وتستطيع قلوبهم أن تسع كل العالم، وأن تغفر، وتحب، وتعشق، وتبني.
إبان زيارتي، وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة، كان دينق قوج دائمًا قربي، مرحًا، وضاحكا، وعنده لكل شيء مثل وحكاية، يحب الونس، وله آراء واضحة وصريحة في المسائل الوطنية، قد يتفق معه الآخرون أو يختلفون، ولكنه يدافع عن آرائه بقوة، وشراسة ووعي. كان ناشرًا جيدًا أيضا، ولم اختلف معه إطلاقًا، على الرغم من سمعتي السيئة بين الناشرين، حيث إنني لا أترك حقوقي ولا أتهاون فيها، فكان يعرف ذلك ويحترمه. وقد ترجم سماهاني للغة السُواحلية، وأجلتُ نشرها مرارًا من أجل مزيد من المراجعة، وظلت حكمته الدائمة: “أنت صاحب الكتاب، وأنت صاحب الخيارات كلها”.ما كنت أتمنى أن يأتي يوم شكرك، ولكنه أتى سريعًا. هذا النهر العظيم سيجرفنا جميعًا، واحدًا واحدًا، أو جماعات. فمن أراد أن يهرب منه، إنما يمضي إليه، ومن ينتظره بصبر، فسيلاقيه لا محالة، فحسبك سبحت قبلنا بهدوء.
ستفقدك البلاد الكبيرة، ولكن تلك الفسلية التي غرستها، ستثمر حبًا، ووعيًا. وستظل دار رفيقي منارة، وعندما تكبر البنية نيانق دينق، سيكبر معها ذلك الإرث النضالي التي تركته خلفك، ستكبر معها البيوت، والشوارع، والأشجار، وجوبا، والنهر الذي لا تعبره الطيور، تلك زهورك ومياهك والعطر.
لسيت هناك كلمات تليق بفقدك الجلل، ليست دموع وليست أناشيد وليس عذاء أو جُناز عظيم.
صديقي دينق قوج:” لم تكن متعجلًا على شيء، لماذا العجلة في الرحيل؟”
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.