خلف الاسوار..سهير عبدالرحيم: سفيرنا في قطر……خيآل المآته

اختيار السفراء في كل دول العالم يخضع لمجموعة من المعايير أبرزها التدرج في السلك الدبلوماسي  و شخصية وكاريزما السفير والبرستيج والمظهر والثقافة والقبول و قدرته على الاختراق وفتح المسارات وجعل الدولة الموجود بها داعمة و صديقة لدولته وإنعاش التبادل التجاري والثقافي والعسكري والأمني عبر القناصل الموجودين بين يديه .

قطر أصبحت دولة مهمة بمكان لأي صراع في المنطقة يكفي أنها كانت المسهل والميسر والمتابع لمفاوضات أمريكا طالبان وخروج أمريكا من أفغانستان وتبادل الأسرى بين فلسطين و إسرائيل وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وبيروت وغيرها من الملفات الدولية الحساسة .

سفيرنا في قطر وحسب المعلومات بين يدي أن من أسباب تعيينه سفيراً لدى الدوحة أن سيرته الذاتيه تقول إنه ابن المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب عليه رحمة الله، وما أدراك ما سوار الذهب؛ الجنرال الأقرب لقلوب الشعب السوداني .

الرجل الذي حدد فترة انتقالية بمجلس عسكري كامل الدسم دون محاصصات المدنيين واتفاقيات تحت الطرابيزة وغادر عقب فترة انتقالية محددة دون أن يتشبث بكرسي السلطة .

المهم سفيرنا هو ابن سوار الذهب والذي زارته الأسرة الحاكمة في الدوحة لأداء واجب العزاء عند رحيل والده الرجل المحترم في الخرطوم ، فقط هذه هي السيرة الذاتية.

حسناً إذا سلمنا بأن الاختيار جاء لأمنيات الحكومة في السودان أن الرجل يستطيع أن يسخر ويطوع علاقات والده التاريخية لمصلحة السودان، ماذا فعل الرجل …؟؟ وأين أدواره؟؟ و أين انعكاسها على أرض الواقع …؟

إن الدبلوماسية هي فن تطويع الأشياء، إزالة الغبار والصدأ عن العلاقات، فتح الجسور، بناء الثقة، تبادل المنفعة، اختراق المغلق، العبور بالملفات الشائكة ، تسخير الآخر للمنفعة العامة ، تقديم الوطن باحترافية جذب الاستثمارات للبلد والحرص على تقديم ما لدينا بنفس عزيزة ورأس شامخ وعين مليانة.

أين سفيرنا من كل هذا ..؟ أين سفيرنا من حرب السودان …؟؟ أين حراكه و رشاقة طرحه وعمله الدؤوب؟ أين سفيرنا من معاناة قرابة 65.000 ألف سوداني وصلوا دولة قطر عقب الحرب غالبيتهم لا يعملون ويعيشون على سنامهم، بعضهم انقضى سنامه دون وظيفة .

اعلم أنه ليس من ضمن مهام السفير توظيف هؤلاء ولكن من ضمن مهامه تيسير بقائهم، معاناة لقطاع كبير من السودانيين رجال مسنون يتوكأون على عصاهم حذر الموت والذلة والمسغبة وجور الزمان، و نساء في أعمار أمهاتنا وحبوباتنا يلتحفن ثيابهن بنظرات دامعة و خاطر مكسور وقعوا ضحية لسماسرة الإقامات .

أين أنت يا سفيرنا من ما يحدث لرعاياك هؤلاء؟ ألا تعلم أن راتبك ومنزلك وسيارتك ومكتبك ورفاهيتك قدمها لك السودان لأجل هؤلاء؛ لأجل السودانيين بقطر؟ ، ماذا فعلت لتأمينهم وجبر خواطرهم وحفظ كرامتهم؟

الآن آلاف السودانيين الذين وقعوا ضحية لنصب شركات محظورة يعيشون في قطر على شفا حفرة من شرعية الإقامة ، جمعوا اوراقهم وخاطبوا السفارة في انتظار أن يحرك خيال المآته ظله

خارج السور:
السيد السفير.. إذا كنت لا تملك ما تقدمه لأجل وطنك و رعاياك فخيرٌ لك ولنا و للوطن أن تغادر .

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.