حوار :فتح الرحمن شبارقة
كشف رئيس حركة تحرير الجزيرة (وسط السودان)، التي تم الإعلان عنها مؤخرا، الصادق آدم عمر أن الحركة قامت في رد فعل لانتقام “المليشيا” من مواطني الجزيرة، وأضاف أنه بعد الانتهاكات المستمرة كان لا بد لهم من إيجاد جسم آخر ينشط مع المقاومة الشعبية ويساند الجيش ويعمل تحت إمرته.
وأكد، في أول حوار صحفي أجرته معه الجزيرة نت في موقع إقامته بأحد محاور القتال بالسودان، أنهم يعملون بتوجيهات الجيش في الميدان لتحقيق ھدفهم المنشود بطرد “الجنجويد ومليشيا الدعم السريع”.
وأفاد الصادق بأن الھدف الأسمى لحركة تحرير الجزيرة ھو دعم القوات المسلحة ومساندتھا في كل المحاور، خاصة محاور الجزيرة بهدف تحريرها، ودعم المتضررين من الحرب الذين ھجِروا من ديارھم وتركوا كل شيء من ورائھم، وقال إنه إذا رأت الدولة أن قيام الحركة سيكون له أثر سلبي، فإنهم سينصاعون لتوجيھاتھا دون تردد، لأن ھدفهم هو وحدة بلدهم والحفاظ على السلم المجتمعي.
وفي رده على المخاوف بشأن احتمال انضمام متطرفين لحركة تحرير الجزيرة، أوضح أن الوسطية ستكون منهجهم للتعامل مع كل الملفات والقضايا، وقال “نحن أصحاب بناء وليس ھدم، ونعمل في وضح النھار وليس لدينا ما نخفيه، وليس لدينا أي أجندة داخلية أو خارجية، فقط نعمل من أجل سوداننا”.
وأشار إلى أنه عند تأسيسهم حركة تحرير الجزيرة كانت توجيهاتهم لأبناء الولاية الذين يصطفون مع القوات المسلحة بجميع محاور القتال “أن الزموا أماكنكم، فكل أجزائه لنا وطن”، كما أقر بأن للحركة عملا سياسيا بجانب عملها العسكري، وقال إن علاقتهم بالإسلاميين فطرية ويتحدون معھم في الھدف والغاية والوسيلة.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته معه الجزيرة نت:
ما الهدف المباشر من إعلان حركة تحرير الجزيرة في هذا التوقيت رغم أن أجزاء واسعة من الولاية تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ نحو عام تقريبا؟
الھدف الأسمى لھذه الحركة ھو دعم القوات المسلحة ومساندتھا في كل المحاور، وخاصة محاور الجزيرة، وتحرير الولاية من المليشيا المتمردة التي دمرت كل شيء لإنسان الجزيرة
كما يھدف قيام الحركة لدعم المتضررين من الحرب الذين ھجِروا من ديارھم وخرجوا وتركوا كل شيء من ورائھم، ومعالجة بعض الآثار النفسية التي خلفتھا الحرب عبر مختصين اجتماعيين ونفسييين.
لقد قامت الحركة في ھذا التوقيت في رد فعل بدأ عنيفا من قبل المليشيا، بالانتقام من إنسان الجزيرة في ود النورة وشرق الجزيرة وشمالھا وغربھا، وعندما توسعت المليشيا في أرض الجزيرة وبدأت الانتھاكات المستمرة، كان لا بد لنا من إيجاد جسم آخر ينشط مع المقاومة الشعبية مساندا للجيش، ويعمل تحت إمرته.
وللعلم فإن أبناء الجزيرة الآن ھم في جميع المحاور، يقاتلون صفا واحدا مع القوات المسلحة، وعند تأسيسنا الحركة كانت توجيھاتنا لأبناء الجزيرة المقاتلين “أن الزموا أماكنكم؛ فكل أجزائه لنا وطن”.
على ماذا تستند حركة تحرير الجزيرة؟
الرصيد الذي تستند إليه الحركة ھو الشعب السوداني، فنحن خرجنا من رحم ھذا الشعب الأبي الطيب الكريم، فكان لا بد لنا أن نتدافع، نحن أبناء السودان عامة وشباب الجزيرة خاصة، لنصرة الوطن وقواتنا المسلحة.
البعض استغرب خطوتكم بإعلان حركة تحرير الجزيرة، في ظل وجود مقاومة شعبية تعمل تحت قيادة الجيش السوداني، ألا يوجد تعارض بين الحركة والمقاومة؟
نحن امتداد وسند للجيش والمقاومة الشعبية كذلك، وأھدافنا موحدة، لكن حركتنا لھا جانب سياسي إلى جانب العمل العسكري في الميدان، وھي من ضمن مجموعة تنسيقية القوى الوطنية ومن المؤسسين لھذا الكيان المدني العريض.
تحت أي قيادة ستعملون؟ ومن أين ستتلقون الأموال والسلاح؟
نحن نعمل تحت قيادة الحركة التي تعمل بتوجيهات الجيش في الميدان، فنحن -كما ذكرت- مساندون لقواتنا المسلحة ونعمل تحت إمرتھا.
يرى مراقبون أن كلمة “تحرير” لها ظلال ودلالات سلبية، وقد يربطونها بحركة تحرير السودان برئاسة جون قرنق، لماذا اخترتم هذا الاسم؟
يحق للناس أن يتخوفوا من أسماء الحركات، خاصة أن كل الأجسام التي تكونت باسم الحركات كانت لھا حروب مع الجيش السوداني، وقد كانت ھذه الحروب في بدايتھا في الجنوب وأدت لاحقا لانفصاله، ثم تتابعت الحركات في دارفور بأعداد كبيرة أيضا، وخاضت حروبا تحت مبرر التھميش من المركز.
ولكن نحن في حركة تحرير الجزيرة لدينا بعد آخر من مسمى الحركة، التي تعمل لإيجاد واقع أفضل لإنسان الجزيرة في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وكل ذلك يتم بتضامن أبنائها، كما ھي حال الجزيرة التي قامت على التعاون والتكافل بين أبنائها في جميع المرافق، فأسسوا المدارس والجامعات والمراكز الصحية وخدمات المياه، ولم تزل مساھمات أبنائھا مستمرة في وقت الحرب والسلم.
أما كلمة “تحرير” فنحن نقصد معناھا الحقيقي الذي يقوم على العمل العسكري في دفع ھذه المليشيا وھزيمتھا، الأمر الذي أصبح واقعا ملموسا للجميع بفضل الله تعالى، وبعد طرد المليشيا من ولاية الجزيرة ستأخذ كلمة “تحرير” سياقا آخر بعدة معان، كتحرير الجزيرة من الجھل والفقر بقيام المشاريع التكافلية المنتجة، ولدينا تجارب في الولاية في ھذا الجانب.
أيضا يكون تحريرھا من الأيديولوجيات الھدامة، خاصة باستحداث برامج للشباب لرفع قدراتھم وكل ما يحتاجونه، ليتحرروا من الاتكال على الغير وعلى الدولة إلى اعتمادھم على أنفسهم، خاصة أن الجزيرة غنية بمواردھا.
يتحدث البعض عن علاقة لحركتكم مع الإسلاميين وأنصار نظام البشير، ما حدود هذه العلاقة؟ وهل لديكم تواصل مع كيانات سياسية؟
التواصل مع جميع الكيانات السياسية شيء لا بد منه، لأننا نرى أن نھضة السودان ھي في اتحاد أبنائه ووحدتھم، لتحقيق ھدف سام ينھض ببلادنا.
أما علاقتنا مع الإسلاميين فھي علاقة فطرية؛ الإسلاميون ھم أكثر الشباب انضباطا وتطبيقا لتعاليم الإسلام، ولديھم غيرة على الأوطان، فكلما ھبت رياح الغدر بالوطن نجدھم أول من يتصدون لذلك بإيمان وعزيمة ونضال وجھاد، وقدموا بطولات ينبغي أن يعتز بھا كل إنسان له غيرة على الأرض والعِرض، ھذا ما نراه في الإسلاميين، وكل ذلك ھي تعاليم الإسلام فلا بد أن نقوم بھا كما أُمِرنا.
بل إن الإسلاميين لھم فكر جذاب، وأثبتت تجربتھم نجاحات عظيمة في كل مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والاجتماع، فكان لھم دور عظيم في إذكاء جذوة الجھاد في سبيل الله، فنحن نتحد معھم في الھدف والغاية والوسيلة.
هل تخشون من انضمام متطرفين إلى حركتكم؟
ستكون الوسطية منھجنا في التعامل مع كل الملفات والقضايا التي يمكن لنا أن ندفع بها مع الجھاز التنفيذي في الدولة، بما يحقق الأهداف والرؤية والرسالة لدولة السودان.
ولدينا نظام يضبط أي تفلت من أعضاء الحركة ومحاسبتهم إن استدعى الأمر، فنحن أصحاب بناء وليس ھدم، ونعمل في وضح النھار وليس لدينا ما نخفيه، وليس لدينا أي أجندة، لا داخلية ولا خارجية، فقط نعمل من أجل سوداننا.
ما مدى علم قيادة الدولة بحركة تحرير الجزيرة، وقبولها بالأمر؟
نحن في الميدان ونعمل مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ضد مليشيا الدعم السريع، وكل تحرك لا شك أن للدولة علما به، فلھا أجهزة استخباراتها، ونحن نعمل تحت إمرتهم لتحقيق الھدف وھو طرد الجنجويد.
واذا رأت الدولة أن قيام الحركة سيحدث أثرا سلبيا فلا شك أننا سننصاع لتوجيھاتھا دون تردد أو مراجعة الأمر، لأن ھدفنا وحدة بلادنا والحفاظ على السلم المجتمعي، إذ أعدت الحركة برنامجا لمحاربة خطاب الكراھية، وكذلك هناك برنامج للتسامح سننفذه في حينه، إن شاء الله.
ونحمد الله تعالى على الانتصارات على المليشيا المتمردة، فالتھنئة للشعب السوداني، وللسيد القائد العام لقواتنا المسلحة، وكل الضباط وضباط الصف والجنود وكل القوات النظامية الأخرى، وجھاز الأمن والمخابرات العامة والشرطة السودانية، والمجاھدين وقيادة المقاومة الشعبية في أنحاء السودان عامة، وبصفة خاصة بولاية الجزيرة، والمجد والخلود للشھداء الذين رووا ھذه الأرض بدمائھم الطاھرة، وعاجل الشفاء للجرحى.
المصدر : الجزيرة
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.