إبراهيم شقلاوي
يٌظهر ما يحدث في قرية السريحة بولاية الجزيرة السودانية موت الضمير الإنساني العالمي وعجزه عن إدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع التي ظلت تستهدف السكان المدنيين بشكل منظم في جميع الولايات السودانية ، منذ اندلاع حرب 15 أبريل في السودان، بعد فشل محاولة الانقلاب على السلطة بتدبير محلي واقليمي يستهدف السيطرة على موارد البلاد وتحييد القوى السياسية الوطنية .
لم تكف الحكومة السودانية عن المطالبة بإدانة هذه الحملات الوحشية التي ظلت تقوم بها مليشيا الدعم السريع منذ مَجْزرة مدينة الجنينة في دارفور وحتى بالأمس القريب في ولاية الجزيرة .
حيث ظلت المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني تدعو إلى ضرورة اتخاذ إِجْراءات صارمة ضد قادة المليشيا الارهابية .
إن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم ولا مبالاته تجاه معاناة السكان المدنيين يشجع المليشيا على مواصلة ارتكاب المجازر والانتهاكات دون خوف من العقاب.
كما نحث أحزاب تنسيقية القوى المدنية تقدم إلى نزع الغطاء والدعم السياسي والإعلامي عن هذه المليشيا التي نقضت عهدها الموقع معهم في وثيقة اعلان أديس أبابا ، لذلك يجب على الجميع وعلى المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد هذه الانتهاكات واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف تدفق المرتزقة و الأسلحة الذي تقوم به دول إقليمية إلى داخل السودان منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم لدعم المليشيا .
عدم التدخل الفوري والقوي للمجتمع الدولي بإدانة هذه المليشيا و َتصنيفها إرهابية يعزز استمرار هذه الجرائم ويقوض العدالة وحقوق الإنسان في السودان.
مراقبون للمشهد السوداني يرون ضروة إشراك القوى الدولية الفاعلة العمل مع بلادنا للقضاء على مليشيا الدعم السريع وتحقيق العدالة والسلام من خلال الالتزام باتفاق جدة للترتيبات الأمنية والإنسانية الموقع في 11 مايو من العام الماضي لأجل حقن دماء السودانيين وإستعادة الأمن والسلام .
كذلك ينبغي على المجتمع الدولي أن يدرك تأثيرات هذه الانتهاكات على الحياة الاجتماعية والسياسية في السودان ، ويتخذ الإجراءات الضرورية بالاستجابة لشكوى السودان في مجلس الأمن ضد مشعلي هذه الحرب وداعميها لوقف هذه الأعمال الوحشية .
على المجتمع السوداني بكل مكوناته من الأحزاب والكيانات الوطنية أن تعمل على دعم مطالب الحكومة السودانية أمام المجتمع الدولي بعمل مشترك (اصدار البيانات والتظاهرات) لإدانة ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات لضمان عدم تكرار هذه الجرائم المروعة ، التي تشنها مليشيا الدعم السريع ضد المواطنين ليس في قرى الجزيرة التي قتلت في يوم واحد في قرية السريحة 147 مواطن أعزل بجانب قتل وتشريد فاق العشرات في قرى أخرى شرق الجزيرة ، شملت مدن رفاعة وتمبول والهلالية ،.
فضلا عن من يقتلون في دارفور وكردفان ولاية الخرطوم محليات ام درمان وكرري وام بدة حيث القصف العشوائي اليومي للمواطنين، لذلك نؤكد إن العمل المشترك والتضامن المحلي والاقليمي و الدولي يمكن أن يحقق العدالة والسلام للشعب السوداني المكتوي وحده بنيران هذه الحرب .
عليه يظل وجه الحقيقة في أهمية النظر إلى ما يحدث في قرية السريحة ومناطق أخرى في ولاية الجزيرة السودانية ودارفور والخرطوم محليات كرري وام درمان باعتباره تطهيرا عرقيا وابادة جماعية تقوم بها المليشيا وفق أجندة أعلن عنها قائدها وهي خطة بديلة في حال فشلت أجندة الحرب ، عليه يجب على المجتمع الدولي أن يتحد في مواجهة هذه الانتهاكات الوحشية وأن يقوم بممارسة ضغطًا دوليًا على المسؤولين عنها فورا .
كما يجب أن نعلم أن تحقيق العدالة وضمان استمرار السلام في السودان يتطلب تضافر الجهود الدولية والعمل المشترك لوقف هذه الجرائم البشعة ، كما يجب على بلادنا أن تتخذ موقفا واضحا تجاه الدول والكيانات الاقليمية والدولية التي لا تتحرك لإدانة هذه الانتهاكات أو تدعم الشعب السوداني في محنته .
الإثنين 27 أكتوبر 2024 م.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.