«رهف الأمين» الأولى التي ردّت للحرب جوابها: بالعلم ننتصر!

رهف الأمين.. أولى الشهادة السودانية عبر حوار تهدي تفوقها لأسرتها وللشعب السوداني وقواته المسلحة

أسوان – شبكة الخبر

في حي الرضوان الهادئ بمدينة أسوان، حيث يلتقي النيل بالرمال الذهبية، عمّت أجواء من الفرح والفخر بعد إعلان نتيجة الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024م، والتي أحرزت فيها الطالبة رهف الأمين الطيب البشير المركز الأول بنسبة 97%، لتصبح رمزاً للأمل والإصرار في وجه الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.

وفي حوار خاص مع صحيفة (السوداني)، أجراه دكتور / عبدالعظيم عوض، عبّرت رهف عن سعادتها الغامرة بهذا الإنجاز قائلةً:

“أنا فخورة جداً بهذا الإنجاز، وأهديه لأسرتي وللشعب السوداني الصابر وقواته المسلحة البطلة”.

وأضافت رهف، التي بدت متأثرة وهي تستعيد تفاصيل رحلتها من السودان إلى مصر، أن طريق النجاح لم يكن سهلاً، موضحةً:

“تركنا كل شيء خلفنا، لكننا لم نترك أحلامنا. وواصلت دراستي بإصرار رغم الظروف، تحت إشراف القنصلية السودانية في أسوان التي وفرت لنا بيئة امتحانية آمنة ومنظمة بالتنسيق مع السلطات المصرية”.

رهف، التي أكملت دراستها الثانوية في ظروف النزوح، أكدت أن تفوقها “ليس انتصاراً شخصياً فحسب، بل رسالة أمل لكل الطلاب السودانيين بأن العلم أقوى من الحرب”.

الاحتفال بهذا التفوق تحوّل إلى حدث مجتمعي، إذ توافد عشرات من أبناء الجالية السودانية إلى منزل الأسرة في أسوان لتقديم التهاني، يتقدمهم سفير السودان بالقاهرة الفريق أول عماد الدين عدوي والقنصل العام في أسوان السفير عبدالقادر عبدالله.

وقال السفير عدوي في كلمته خلال الاحتفال:

“رهف ليست مجرد طالبة ناجحة، بل رمز للمثابرة والتميز الأكاديمي الذي يتحدى كل الظروف. نحن فخورون بها وبكل الطلاب الذين واصلوا تعليمهم رغم الحرب”.

كما ثمّن السفير الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية، مؤكداً أن “فتح مراكز امتحانات في القاهرة وأسوان والإسكندرية مكّن آلاف الطلاب السودانيين من إكمال دراستهم دون انقطاع”.

من جانبه، أعرب القنصل العام عبدالقادر عبدالله عن تقديره للتعاون الكبير الذي أبدته سلطات محافظة أسوان في تنظيم العملية الامتحانية، وقال:

“هذا النجاح لا يخص رهف وحدها، بل هو ثمرة تعاون وجهد جماعي من الجميع، من أسر الطلاب إلى السلطات المصرية والقنصلية السودانية”.

ورغم تفوقها اللافت، كشفت رهف عن ميولها الدراسية غير التقليدية، قائلةً:

أرغب في دراسة الاقتصاد، لأنني أؤمن بأن السودان يحتاج إلى بناء اقتصادي قوي يسند مستقبله بعد الحرب”.

تختتم رهف حديثها بابتسامة واثقة:

الحرب قد تُضعف الجسد، لكنها لا تستطيع أن تهزم الإرادة. سأعود يوماً إلى وطني لأرد له الجميل بعلمي وجهدي”.

وهكذا، في أسوان التي احتضنت آلاف الأسر السودانية، أضاءت رهف الأمين شمعة في درب الأمل، لتؤكد أن بالعلم والصبر تُبنى الأوطان، وأن الصمود يصنع النصر حتى في أحلك الظروف.

المصدر – صحيفة السوداني (عبدالعظيم عوض)


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.