حاوره: الحاج عبد الرحمن الموز
الخرطوم تغرق في الأوبئة والسلطات تتفرج
طالب محمد المختار محمود، المسؤول السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية، بإعلان ولاية الخرطوم منطقة كوارث صحية جراء تفشي أوبئة حمى الضنك والملاريا والكوليرا، مؤكداً أن الأوضاع الصحية بالولاية “كارثية بكل المقاييس” وأن السلطات تعاملت مع الأزمة بـ”استهتار كبير وتفريط في حياة المواطنين”.
وقال في حوار مع الميدان إن إعلان الكارثة سيسمح بتدخل المنظمات الدولية لتقديم المساعدة، منتقداً في الوقت نفسه دعوة حكومة الخرطوم للمواطنين المشردين بسبب الحرب إلى العودة، في ظل غياب الأمن والخدمات.
شهادات ودماء لم تُقتص بعد
“شهداء هبّة سبتمبر لا تزال دماؤهم تنادي بالقصاص”
بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لهبّة سبتمبر 2013، قال المختار محمود إن دماء الشهداء لن تسقط بالتقادم، مؤكداً ضرورة محاكمة القتلة والمخططين والمنفذين لتلك الجرائم، سواء في انتفاضة سبتمبر أو مجزرة القيادة العامة أو المواكب التي سبقت انقلاب 25 أكتوبر وبعده.
كارثة صحية صامتة
“لا بيت في الخرطوم يخلو من مريض بالحمى أو الملاريا أو الكوليرا”
أوضح محمود أن البنية الصحية بالعاصمة “منهارة تماماً”، فالمستشفيات والمراكز الصحية والمعامل لا تواكب حجم الكارثة، مع انتشار أمراض الملاريا، حمى الضنك، الكوليرا، الإسهالات المائية، وأمراض الجهاز التنفسي، إلى جانب لسعات العقارب والثعابين.
وأضاف أن “تسليع العلاج” أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الدواء، داعياً إلى تطهير الإمدادات الطبية من الفساد، وفتح المستشفيات والمراكز الصحية المغلقة بسبب الحرب، وتوفير الأدوية بأسعار مناسبة.
الخرطوم ملوثة بيئياً
“الولاية لم تفاجأ بالخريف لكنها فشلت في الاستعداد له”
أكد المسؤول السياسي أن الخرطوم تعيش حالة تلوث بيئي خطيرة، بسبب البرك الراكدة والمياه المتجمعة في الميادين والشوارع، مما أدى إلى تفشي البعوض والذباب ونواقل الأمراض.
وأشار إلى أن عمليات الرش بالطيران لم تحقق أي نتائج، متسائلاً:
“لماذا لم تستعن حكومة الولاية بسلاح المهندسين لفتح الجداول وتجفيف البرك؟”.
تردٍ أمني وغياب للشرطة
“الأسلحة منتشرة والشرطة غائبة”
قال محمود إن الوضع الأمني في الخرطوم “متدهور بشدة” نتيجة للتفلتات والنهب المسلح وانتشار العصابات، مع قلة وجود الشرطة في الأحياء.
وطالب بضرورة جمع السلاح من المتفلتين، وتفعيل الدور المدني للشرطة عبر تأهيلها وتحسين أجور أفرادها، وتوفير أرقام للطوارئ تسهّل استنجاد المواطنين.
مخلفات الحرب والمخدرات
أشار محمود إلى وقوع حوادث نتيجة انفجار ألغام خلفتها الحرب، داعياً إلى حصرها ووضع إشارات تحذيرية حولها.
كما حذّر من تفاقم ظاهرة انتشار المخدرات في العاصمة، التي تُباع علناً، مطالباً بتوفير فرص عمل للشباب لمحاربة البطالة وتوعية المجتمع بمخاطر الإدمان.
العام الدراسي.. استئناف فوق الركام
“مدارس بلا معلمين ولا كهرباء ولا مياه”
انتقد محمود تصريحات المسؤولين عن اكتمال العام الدراسي، مؤكداً أن الأوضاع التعليمية “كارثية”، فالمدارس تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه، وتفتقر إلى الكتب المدرسية، بينما تواجه نقصاً حاداً في الكادر التعليمي.
وأوضح أن عدد الطلاب في محلية الخرطوم لا يتجاوز الألف طالب وطالبة، فيما تحتاج المرحلة الثانوية لنحو 193 معلماً إضافياً.
وأضاف:
“نحن مع استئناف العملية التعليمية، لكن بعد إزالة المعوقات وتوفير البيئة المناسبة ودفع استحقاقات المعلمين والمعلمات”.
عودة بلا مقومات
“كيف تطلب الحكومة من المواطنين العودة لولاية بلا كهرباء أو مياه؟”
استغرب محمود دعوة حكومة الولاية للعاملين والمواطنين بالعودة إلى الخرطوم في ظل انعدام الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن كثيرين في أحياء أمبدة يحفرون في الشوارع للحصول على الماء.
وقال إن الكهرباء منقطعة لساعات طويلة، ومعظم المصانع متوقفة، والموظفين بلا رواتب منذ عامين، والحكومة “تحارب الحرفيين وتزيل مصادر رزقهم دون تعويض”.
دار الحزب
اختتم المسؤول السياسي حديثه بالإشارة إلى أن الحزب الشيوعي بالعاصمة القومية ينتظر رد المدير التنفيذي لمحلية أم درمان بشأن إعادة دار الحزب التي يطالب بها منذ فترة.
نقلا عن ـ صحيفة الميدان
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




