الحزب الشيوعي: تدخل الجيش في السياسة كارثي

صالح محمود: ما ورد حول الرباعية في الإعلام أُسيء فهمه

محاولة ربط الشيوعي بالحزب المحلول والفصائل القمعية محاولة يائسة لتشويه الحقيقة

الشيوعي: هناك تدخّل دولي ملزم في بعض الحالات بموجب القانون الدولي

التجربة أثبتت أن تدخل الجيش في السياسة كان كارثياً

في هذا الحوار، يوضح صالح محمود، المحامي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، موقف الحزب الحقيقي من محاولة ربطه بحزب المؤتمر الوطني المحلول أو غيره من الفصائل العسكرية القمعية، كما يفسّر اللبس الذي صاحب بيان الحزب حول “الرباعية”، منتقداً المواقف الفردية التي تغرّد بعيداً عن خط الحزب. وأكد محمود أن بعض التصريحات الشخصية قد تُشوّش الصورة العامة للحزب، مجدداً موقفهم من التدخلات الدولية، إذ استثنى التدخلات الأممية في ظروف محددة مع التمسك بالحفاظ على السيادة الوطنية.

الحوار يستعرض قدرة الحزب على استنهاض الجماهير، ودور الثورة الممتدة عبر الأجيال، والتحديات التي تواجه استعادة السيادة الوطنية، مع التمسك بالثوابت الفكرية والتنظيمية للحزب وضمان أن يكون الشعب السوداني هو صاحب القرار في مستقبل بلاده.

حوار – مصعب محمد علي

كيف ترون مستقبل الوحدة الوطنية في ظل دعوات للانفصال وتنامي الحركات المسلحة؟

نحن نرى السودان دولة لا يمكن أن تُفرض عليها هوية بعينها، سواء كانت عروبية أو إسلاموية. هويتنا هي هوية الشعب السوداني فقط. الحزب الشيوعي يصرّ على الانتقال إلى حكومة وطنية ديمقراطية تكون السلطة فيها للشعب وحده، لا للوكلاء المحليين ولا لقوى الاستعمار الجديد. رؤيتنا تقوم على القطيعة مع التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وعلى استعادة المسار الديمقراطي في زمن الحرب أو السلم.

أنتم ترفضون أي تسوية مع العسكر، ولديكم مواقف واضحة من التحالفات. هل يعني ذلك أنكم تراهنون على ثورة جديدة تقلب المشهد كلياً؟

نعم، نحن نرفض أي تسوية تمنح العسكر دوراً جديداً في حكم السودان. هذا الموقف مبدئي ويستند إلى مطالب الجماهير منذ ثورة ديسمبر التي رفعت اللاءات الثلاث: لا للتسوية، لا للشراكة، لا لشرعنة الانقلاب. دور الجيش يجب أن يكون حماية البلاد والدستور، لا حكمها.

التجربة أثبتت أن تدخل الجيش في السياسة كان كارثياً، فقد أشعل الحروب في الجنوب، جبال النوبة، النيل الأزرق ودارفور، وارتُكبت جرائم واسعة النطاق أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتدمير المجتمعات. كما تحالفت النخب العسكرية مع قوى خارجية، وداخلياً سلّمت بعض القوى السياسية ـ خصوصاً الطائفية ـ السلطة للعسكر. حتى قوى الحرية والتغيير ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قبلا بالشراكة مع العسكريين. موقفنا واضح: لن نقبل بأي شراكة مع العسكريين ولا مع الإسلاميين.

هل ترون أن السودان قادر على تجاوز هيمنة القوى الإقليمية والدولية؟

نعم. السودانيون أثبتوا قدرتهم على تجاوز الهيمنة عبر ثوراتهم، وانتزاع الاستقلال رغم الانقسامات. شعار “لا لحكم العسكر، لا للاستعمار الجديد” يلخص هذه الإرادة.

لكن هناك من يرى أن التدخلات الدولية باتت جزءاً من معادلة السودان؟

صحيح أن هناك تدخلاً دولياً ملزماً في بعض الحالات بموجب القانون الدولي، مثلما حدث في دارفور منذ 2003 حين صدرت قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع. هذا التدخل مشروع لأنه يهدف لحماية المدنيين.

كيف يرد الحزب على محاولات ربطه بالمؤتمر الوطني المحلول؟

هذه محاولات يائسة لتشويه الحقيقة. الحزب تاريخياً كان في الصفوف الأولى ضد الأنظمة القمعية، ولن يساوم أو يشارك في أي تسوية مع قوى الاستبداد.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.