شاهد .. وداع محمد المكي إبراهيم بالمركز الثقافي السٌوداني بالدوحة

الدوحة – شبكة الخبر

 نظم المركز الثقافي السوداني بالدوحة مساء الخميس أمسية  بعنوان اطلالة في عشق الوطن محمد المكي  إبراهيم نموذجاً  ، زان منصتها الأساتذة الأجلاء بابكر عيسى، عيسى الشيخ ،عبدالله الحامدي ،أدي ولد أدب  ، ومحمد الفكي سليمان الشاذلي

و اكمل الحضور جمال تلك اللوحة بأناقته المعهودة وحسن الاستماع الذي ظل سمة مميزة له ، وجاءت الأمسية  بمثابة تقدمة لاحتفالية كبرى سيقيمها المركز  في أربعينية الشاعر .

وغيّب الموت الأحد الماضي الشاعر السوداني الكبير محمد المكي إبراهيم بأحد مستشفيات مدينة الشيخ زايد غرب العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر يناهز 85 عاما، بعد صراع مع المرض، وكتب عدد من الأدباء والمثقفين السودانيين ينعونه بنصوص تدخل ضمن أدب الرثاء الذي يُعد من أقدم وأهم الأغراض الأدبية في تاريخ النصوص العربية، فهو فن أدبي يعبّر فيه الكاتب عن حزنه وألمه لفقدان شخص عزيز، مستذكرا مناقب المرثي وخصاله الحميدة.

ويبقى أدب الرثاء العربي شاهدا على عمق المشاعر الإنسانية وقدرة الكلمة على تخليد الذكرى، فهو ليس مجرد تعبير عن الحزن، بل هو احتفاء بالحياة وتأمل في معانيها العميقة، وكان الشاعر محمد المكي إبراهيم قد رثى نفسه بقصيدة كتبها قبل وفاته، وقال فيها:

قال عصفورُ قلبي:

سنرتحلُ الآنَ

عن هذه الدوحة المقفرة

سوف نترك أشلاء من قتلوا

وسلاسلَ من وقعوا في الإسارْ

سوف نتركُ فوجَ الصبايا

وأعشاشنا في ضواحي النهار

سوف نتركُ للبربر المنتصر

ما تبقى على ساحة المجزرة

 

الخواتيمُ والإسورة

والبخور اليساري والجثث المنذرة

للبرابرة الظافرين

سنتركُ أجداث أحبابنا

ومفاتيح أبوابنا

ثُفل قهوتنا

ومعالمنا الداثرة

للبرابرة الظافرين

نتنازل عن كل شيء

سوى هذه الدوحة المقفرة

 

إنني آخر الذاهبين

انشرُ الآن أجنحتي ذاهبا عن بلادي

وأشياء قلبي

وأبناء سربي

وقافيتي المزهرة

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.