فوزي بٌشرى
كأنما كل جميل في السودان يرحل مثل غيمة فليس ثم غير الحرور..
يرحل الناس وترحل الأرض إلى بطنها تنكر الواطئينها فلا سهلها سهل ولا بحرها بحر البحور.
وترحل الأقمار قمرا بعد قمر فمن للقافلة؟ يسلمها ديجور إلى ديجور.
وتنأي القصائد عن قوافيها غارقة في صمت أحرفها أو نائحة على بيتها المكسور.
على العامرين ديوانها يوما بجميل الغناء للناس وللأرض ولخيرها المبرور وعدا وتمني.
لكم تبدو الآن موحشة هذه الأرض لولا أن القصائد لا تموت ففي جوفها يترك الشعراء ألف بذرة للحياة القادمة وألف طوق للنجاة وللعبور.
الشعراء يتخلدون في قصائدهم.
ويختبئون فيها إختباء الغابة في البذور.
إختباء الوردة في البستان.
والفجر في ليله البهيم.
الآن تذهب لا مستغنيا ولكن الحوريات يستعجلنك الحضور .. ها هن يغنين قصيدتك الشافعة يتندى منها النور ..
ها أنت موصولا بأنفاس السماء وكأسها الكافور..
——————————————-
الشاعر محمد المكي إبراهيم
مدينتك الهدى والنور
مدينتك القباب ..
ودمعة التقوى ووجه النور
وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل
وعلى الحصى المنثور
مدينتك الحقيقة والسلام
على السجوف حمامة
وعلى الربى عصفور
**
مدينتك الحديقة يا رسول الله …
**
هنالك للهواء أريجه النبوي
موصولاً بأنفاس السماء وكأسها الكافور
هنالك للثرى طيب
بدمع العاشقين ولؤلؤ منثور
هنالك للضحى حجل بأسوار البقيع
وخفة وحبور
هنالك للصلاة رياضها الفيحاء
والقرآن فجرياً
تضج به لهى وصدور
بساعات الإجابة تحفل الدنيا
وأنهار الدعاء تمور
**
سلام الله يا أنحاء يثرب
يا قصيدة حبنا العصماء
سلام الله يا أبوابها
وبيوتها ونخيلها اللفّاء
سلام يا مآذنها وفوج حمامها البكّاء
ويا جبل الشهادة والبقيع سلام
**
على أثل الحجاز وضالها
وعلى خزاماها
تهب قصيدة الصحراء
إلى تلك البساتين المعرجة الجداول
والقباب الخضر
يهفو خاطر الدنيا
وتحدى العيس في البيداء
**
مدائح لم تقل لبني الزمان
ترددت عبر القرون ليثرب الخضراء
قصائد من رهافة وجدها
شقت جليد الصخر
واجتازت عباب الماء
قوافل ما انقطعن عن السرى
صلت عليك
وأوجفت عبر القرون
إلى قصيدة حبها العصماء
**
ببابك يستجير الخائفون
ويجلس الفقراء
ببابك تدخل التقوى فتوح الفاتحين
وحكمة الحكماء
وفي نعماء عدلك ترتع الدنيا
وميزان الحساب يقام
**
حفاة الرأس والأقدام
ندخل في نبوتك الرحيبة
ومن الزمن الكئيب وناسه لذنا بنورك
ومن شح النفوس ودائها المودي
لنا بجمالك استعصام
**
مدينتك الهدى والنور
وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل
وعلى الحصى المنثور
مدينتك الحقيقة والسلام
على السجوف حمامة
وعلى الربى عصفور
ها هن يغنين قصيدتك الشافعة في موكب من نور
إلى باب السماء وسقفها المعمور
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.