كسلا – شبكة_الخبر – طفلة صغيرة، لم تحمل في قلبها سوى الضحكات البريئة وأحلام الطفولة الندية، رحلت عن عالمنا قبل أن تنعم حتى بحقها في الأمان. جود، ابنة الرقيب شرطة محمد سيد، كانت تلهو في ركن بيتها البسيط بالسوق الشعبي في كسلا، حين اخترقت رصاصة غادرة جدار البراءة، واستقرت في عينها، لتخمد نورها وتمحو أحلامها قبل أن تكتمل.
ظلت جود تقاوم بين الحياة والموت يومين كاملين، كانت عيون أهلها معلقة بأمل ضئيل قد يعيد إليها ضحكتها، لكن القدر كان أسرع وأقسى، فأسلمت روحها مساء السبت، وترك رحيلها جرحًا مفتوحًا في قلب أسرتها وكل من عرفها.
أي كلمات قد تعزي أبًا حمل طفلته الصغيرة على كتفه ذات يوم، أو أمًّا كانت تمشط شعرها وهي تحلم لها بحياة طويلة؟ كيف يمكن تهدئة قلوب مزقها الفقد، وخنقها سؤال لا جواب له: لماذا؟ لماذا تُسلب براءة طفلة بريئة، وتتحول لحظة لعب عادية إلى مأساة لا توصف؟
جود لم تعد مجرد اسم يضاف إلى قوائم الضحايا؛ إنها شاهد حي على انكسار الضمير الإنساني، حين يعجز المجتمع عن حماية أطفاله من رصاص لا يعرف شفقة. هي صرخة في وجه الإهمال والفوضى، تنادي كل مسؤول وكل صاحب ضمير أن يلتفت إلى هذه الأرواح الصغيرة التي لا يجوز أن تُترك وحيدة أمام خطر عشوائي.
رحيل جود رسالة ستظل تطرق الوجدان: أطفالنا أمانة، لا ينبغي أن نخونها.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.