بورتسودان – شبكة_الخبر – لم يكن يوم الجمعة هادئًا على الطريق الرابط بين عطبرة وبورتسودان، حينما اختلّ توازن جرار زراعي ضخم وانقلب داخل مجرى العقبة وسط الجبال، لتشتعل النيران فيه وتتحوّل لحظاته القليلة إلى سباق مع الموت.
وسط هذه اللحظة الفاصلة، برز الرقيب فني ياسر إدريس، من شرطة مرور البحر الأحمر (السوق الشعبي) وقائد طوف البصات القادمة من عطبرة، كقصة إنسانية ملهمة؛ إذ بادر بإخماد النيران التي امتدت بسرعة إلى الحشائش المجاورة، ثم تحرك بحرفية عالية لإنقاذ السائق الذي علقت ساقاه أسفل كراسي الجرار المقلوب.
وبمساعدة بعض المارة، تمكن الشرطي الشجاع من تحرير السائق ومساعده وإخراجهما بسلام، قبل أن يقدّم لهما الإسعافات الأولية في موقع الحادث، ويطمئن على حالتهما الصحية التي وصفت بالجيدة. ولم يكتفِ بذلك، بل اصطحبهما بنفسه في البص إلى بورتسودان لتسليمهما لدائرة الاختصاص بسواكن.
هذا التصرف الإنساني والسريع أكسب الرقيب ياسر إدريس تقدير المواطنين ومرؤوسيه على حد سواء؛ حيث وجّه مدير دائرة المرور السريع ومدير إدارة مرور البحر الأحمر بمنحه الثناء الرسمي وتحفيزه ماديًا ومعنويًا، تقديرًا لموقفه البطولي الذي جسّد قيم العمل الشرطي في خدمة الناس وإنقاذ أرواحهم.
في العقبة، حيث يمكن للثواني أن تفصل بين الحياة والموت، كان هناك شرطي امتدت يده لتسبق ألسنة اللهب، ليكتب فصلاً آخر من الشجاعة.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
