عامر محمد أحمد
سألت قناة الجزيرة مباشر القيادي في تحالف (تأسيس)، أسامة سعيد، عن أسباب تأخر إعلان الحكومة الموازية، فجاءت إجابته: “من لم يعترف بنا سيتعامل معنا.” وتلخص مقولة سعيد كيفية استخدام أدوات محو الدول وملشنة المنطقة، بتخطيط إمبريالي لا يخفي وجهه إلا من أجل التستر على المخطط الحقيقي.
إن التهافت والخفة التأسيسية التي تصدرت المشهد بإعلان رئاسة حمدان دقلو، ونيابة الحلو، ليست سوى محطة صغيرة لتنفيذ تغيير ديموغرافي واسع وتصفية الدولة السودانية، باستغلال أزمات الدولة الوطنية المتراكمة ومراحل تطورها ونموها، وظلال الاستعمار الرافض لكل تغيير حقيقي مرتبط بالجماهير.
والسؤال الذي أجاب عليه أسامة سعيد بخفة عقل ورشاقة لا تتناسب مع حجمه، ولمن يدعي القيام بالمهام الصعبة وتثبيت ممارسة النضال في الشوارع المفتوحة، والفاتحة ذراعيها لكل من يوقع على صك التبعية ـ التابع المهمش من الأفراد والكيانات ـ هو: هل يدرك أن آلية الاستخدام الخبيثة لكل من يعارض فقط من أجل ذاته هي الأنسب لمثل هذه المشاريع التفتيتية؟ إذ المطلوب إعطاء العقل إجازة، والانغماس الكامل في المشروع، مع وضع إطار نفسي قبل السياسي، بأن تأسيس تحارب الإسلام السياسي كما يقول زعيم كاودا عبد العزيز الحلو… كذا؟ لا والله، صدقناكم يا نائب أحمد هارون!!
والسؤال: هل سأل المناضل السعيد أسامة سعيد نفسه إذا كان يقف الموقف الصحيح دستورياً وقانونياً؟ ولماذا يتم التعامل معك سراً إذا كنت تمتلك الشرعية أو المشروعية؟ كان الأجدر بالعالم اعتمادك في الأمم المتحدة والاعتراف بك لدى المنظمات الدولية والإقليمية بحكومتك، وإذا كنت قادرًا على العمل في العلن، فلماذا السر؟ لماذا الظلام بدل الضوء؟
إن كل أعضاء حركة تأسيس التفتيتية شركاء في جرائم المليشيا: من وأد شباب المساليت إلى الامتناع عن تقديم الطعام والشراب للأسرى “المدنيين والعسكريين”، أم أن الأمر عندكم تجارة بواسطة (طق الحنك)، حيث رأس المال والربح مشترك بينكم، والثمن يدفعه الشعب.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.