فادي عيد
يعيش لبنان اليوم أيام عصيبة أعتاد عليها منذ الحرب الأهلية مرورا بحرب تحرير الجنوب عام 2000 وصولا لحرب تموز 2006، ولكن في تلك المرة تبدو الأمور أصعب واسوأ، بعد أن قرر نتنياهو تفريغ المنطقة من أي شيء يعكر صفو مزاج دولته المزعومة.
وبات الجميع يتسأل في ظل تلقي لبنان الضربات الشديدة دون رد حقيقي من حزب الله، وهي أين صواريخ الحزب التي تغنى بها محور المقاومة لسنوات.
حزب الله اليوم يدفع ثمن تأخر دخوله لميدان المعركة وقت ان كانت حماس بقوتها وإسرائيل مرتبكة في بداية الحرب، برغم ان وزير جيش الاحتلال قالها صريحة بعد أيام قليلة من 7 أكتوبر، بأن الحرب ستكون على كل محور إيران، ولكن الحزب فضل عدم المواجهة الحقيقية والاكتفاء بضربات (إعلامية في نتائجها) تشبع طموح المناصرين.
والأن تركيز إسرائيل كله على الجنوب اللبناني بعد إنهاء مهمتها أو بالأدق الانتهاء من غزة بالكامل، وقسمته لنصفين، نصف شمالي كمنقطة عازلة ونصف جنوبي منكوب أغلبه مدافن جماعية ومأساة إنسانية، وغدا قد تدفع إيران ثمن تأخر وتردد دعمها لحزب الله، كما يدفع اليوم الحزب ثمن عدم نزوله لميدان المعركة مبكرا بجانب حماس.
أما الشيء الأغرب هو تردد حزب الله نفسه في استخدام أدواته الحقيقية حتى بعد ان باتت الحرب على أرضة، وبعد اغتيال كل قادة الحزب تقريبا ما عدا رأسه، فكل ضربات حزب الله على إسرائيل حتى الأن غير مقنعة وغير مجدية ولا حتى ترتقي لقوة ضربات الحزب للاحتلال في حرب تموز 2006، برغم ما حدث من تطور في النوع والكم لسلاح الحزب بعد 2006م..
فهل يعتقد الحزب أنه مازال هناك فرصة للدبلوماسية والحوار مع نتنياهو! وأنه سيكتفي بما أرتكبه فقط ؟!
فكيف ذلك والفرصة سانحة أمامه للوصول لقلب طهران نفسها، وتذكروا أن اغتيال إسماعيل هنية في غرفة نومه بمقر ضيافته بطهران تعني قدرتهم على اغتيال خامنئي نفسه، كحال اغتيال كل قادة حزب الله تعني ان الوصول لحسن نصر الله ليس صعب، إن لم يكن الإسرائيلي يتتبعهم منذ فترة ولكنه قرر قطع الرؤوس الأغلى في الحلقة الأخيرة بعد قطع كل أوصال وأرجل الحرس الثوري والحزب.
حقيقة الأمر الطريق بات ممهد أمام نتنياهو لتخطي لبنان وشن الحرب على سوريا ومن ثم العراق ومن ثم الوصول للهدف الرئيسي وهو إيران، فهل تتباطأ إيران أكثر من ذلك في وقف الزحف الإسرائيلي عليها، أم ستتدخل قبل وصول النيران الإسرائيلية لها.
وللعلم الإسرائيلي لن يكتفي بذلك فهو يسعى لرسم شرق أوسط توراتي، وسيسعى بكل قوة لجر دول ما يسمى بالاعتدال أيضا الى حروب، كما أنها ستسعى بقوة لاستنزاف أقوى جيش بالمنطقة الجيش المصري، سواء كان ذلك بدعم إثيوبيا أو بتفخيخ ليبيا من جديد.
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.