بورتريه – شبكة_الخبر – وُلد السر أحمد علي محمد الحافظ، الشهير بـ«السر قدور»، عام 1934 في قرية الجابراب بمنطقة أمبوري جنوب مدينة الدامر، حاضرة ولاية نهر النيل. نشأ في أسرة فنية وأدبية معروفة؛ فوالده أحمد قدور كان مداحًا ومغنيًا ذائع الصيت في ثلاثينيات القرن العشرين، ووالدته زينب بابكر شخيب المعروفة بـ«بت البركة». وله ثلاثة أشقاء شعراء كبار: عبد المنعم قدور (ديوان عودة)، عمر قدور (ديوانا عيون الآخرين وصوت من السماء)، ومحمد أحمد قدور الشاعر المعروف.
تلقى تعليمه الأولي في إحدى الخلاوي بمسقط رأسه، ثم واصل حفظ القرآن في خلاوي الشيخ المجذوب جلال الدين، وأكمل القرآن بالقراءات السبع.
نشأ السر قدور في بيئة ثرية بالإبداع، ضمت ممثلين وشعراء وفنانين كبار، وكان محيطه في مدينة الدامر زاخرًا بالأدباء البارزين، مثل محمد المهدي المجذوب وعبد الله الطيب، مما صقل موهبته الأدبية والفنية مبكرًا.
في عام 1972 التحق بالإذاعة السودانية، حيث أوكلت إليه مهمة مراجعة أكثر من ألفي أغنية سودانية، وتوثيق أسمائها مع الشعراء والملحنين. تميز كشاعر غنائي متعدد المواهب، وممثل مسرحي، وصحافي كتب في مجالات السياسة والفن والمنوعات والرياضة، فضلاً عن كونه ملحنًا ومادحًا للإنشاد الديني، وباحثًا مهتمًا بحفظ الذاكرة الغنائية السودانية.
شارك في التمثيل بعدد من الأعمال المسرحية والدرامية، منها:
جيت ليوم واحد
على عينيك يا تجار
السنارة المحروسة
أعمال مأخوذة عن روايات الطيب صالح مثل المريود وعرس الزين.
كتب السر قدور عشرات القصائد التي تغنى بها كبار الفنانين السودانيين، من أشهرها:
مع إبراهيم الكاشف: قلبي انشغل بيه، أرض الخير، المهرجان، يا صغير، طار قلبي بجناح النسايم، الشوق والريد.
مع العاقب محمد الحسن: غني يا قمري، اتلاقينا مرة، حيرني غرام، الحلو الأسمر ناداني.
مع منى الخير: تخاصم يوم.
مع صلاح البادية: أولاد النيل، ست البنات، زي القمر، طول يا ليل.
مع كمال ترباس: يا ريت، بسأل عليك، نسيم شبال، فتاتي، عينك فيها شي يحير، الريد يجمع ويفرق، سايق دلالو علي.
مع أحمد الجابري: نواعم.
مع محمد ميرغني: حنيني إليك.
وألف عددًا من الكتب المهمة في توثيق الفن السوداني، من بينها:
الفن السوداني في خمسين عام (1908–1959)
الحقيبة شعراء وفنانون
أحمد المصطفى فنان العصر
الكاشف أبو الفن
أمين التوم: رحلة في تاريخ الوطن
قراءة ثانية
زمان الناس
ديوان الشوق والريد.
غادر السر قدور السودان عام 1974 بعد تعرضه للاعتقال ومضايقات من نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري، واستقر في القاهرة مع أسرته وبناته نبيلة وأمل وزينب وثريا بحي الزمالك، حتى عاد إلى السودان في العام 2000 على متن طائرة الإمام الصادق المهدي.
وفي عام 2006 قدّم برنامجه الرمضاني الشهير أغاني وأغاني، الذي ظل علامة مضيئة في الذاكرة السودانية، وأعاد عبره للأجيال كنوز الغناء السوداني الأصيل.
وفي 31 مارس 2022، رحل السر قدور عن الدنيا في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا ضخمًا من الشعر والأغاني والكتب والبرامج التي رسخت اسمه شاعرًا للوجدان السوداني وحارسًا لذاكرة الغناء.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.