كتاب جديد يكشف تآكل مؤسسات الدولة المدنية وهيمنة المكونات العسكرية على مفاصل السلطة والمال والقرار
ترجمة ـ شبكة_الخبر – كشفت فصول من كتاب “الديمقراطية غير المكتملة في السودان: وعد وخيانة ثورة شعب” للباحثين ويلو بريدج، رجاء مكاوي، جاستن لينش، وأليكس دي وال، عن حجم التدهور الذي أصاب مؤسسات الدولة السودانية في أعقاب ثورة ديسمبر، نتيجة التسييس الممنهج والتمكين الحزبي والعسكري طويل الأمد.
ووفقاً للكتاب، فإن مؤسسات الدولة التقليدية كالجهاز القضائي، والخدمة المدنية، والهيئات التشريعية، فقدت فعاليتها بفعل سنوات من التآكل المؤسسي، ما جعل من الصعب تنفيذ السياسات العامة أو حتى تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.
وبينما فقدت وزارة المالية سيطرتها على الإنفاق العام، كانت الموارد السيادية الكبرى – بما في ذلك عائدات الذهب، وأرباح الشركات العسكرية، والمساعدات الأجنبية – تُدار من خارج سلطة الحكومة المدنية. كما احتفظ الجيش وجهاز الأمن بموازنات موازية ورفضا الكشف عن أنشطتهما المالية.
وأشار الكتاب إلى أن المؤسسة العسكرية، رغم شراكتها الظاهرية مع المدنيين، مارست نفوذاً واسعاً داخل مؤسسات الدولة وخارجها، حيث تصرف بعض قادتها كأنهم “سلطة مستقلة” تتمتع بشرعية خاصة مستمدة من دورها المزعوم في “حماية الثورة”.
ومن بين الأمثلة اللافتة التي يسوقها المؤلفون، قيام قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بزيارة منفردة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في سبتمبر 2019، ولقائه بمسؤولين إثيوبيين دون علم أو تنسيق مع الحكومة المدنية، رغم حساسية الملف آنذاك بسبب مفاوضات سد النهضة.
الكتاب يسلّط الضوء على التحديات العميقة التي واجهت الانتقال المدني في السودان، ويقدّم تفسيرات عميقة لفشل التوازن بين العسكر والمدنيين، ويثير أسئلة جوهرية حول مستقبل الحكم الديمقراطي في البلاد.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.