كادقلي تختنق: أزمة غذاء خانقة بعد نقل الجيش للبضائع وحصار الحركة الشعبية

جوال الذرة بـ400 ألف جنيه.. و”الملح يُباع بالملعقة”

كادقلي – شبكة_الخبر – تشهد مدينة كادقلي، حاضرة ولاية جنوب كردفان، أزمة إنسانية حادة جراء شُح السلع الأساسية وارتفاع جنوني في الأسعار، وسط تطورات أمنية متسارعة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية ـ شمال، التي فرضت حصارًا خانقًا على المدينة.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”دارفور24″ أن الجيش السوداني نقل كافة البضائع المخزّنة في السوق الكبير، والتي تعود ملكيتها لعناصر تابعة له، إلى مخازن قيادة الفرقة 14 مشاة، وذلك تحسبًا لاقتحام محتمل من قوات الحركة الشعبية.

وجاءت هذه الخطوة عقب تهديدات صريحة من الأمير “كافي طيار” ـ أحد قادة الحركة ـ خلال خطبة الجمعة الماضية، حيث توعّد بتوزيع السلع على المواطنين بالقوة. وفي اليوم التالي، سُجّلت حادثة سرقة نفذها أربعة مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا من داخل مخازن السوق.

ارتفاع جنوني في الأسعار واختفاء تام للسلع

أدت هذه التطورات إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، حيث بلغ سعر جوال الذرة ـ الغذاء الرئيسي لسكان كادقلي ـ 400 ألف جنيه، مقارنة بـ160 ألف جنيه فقط قبل أيام.

كما قفز سعر “ملوة البصل” إلى 60 ألف جنيه، بعد أن كان يُباع بـ15 ألفًا فقط، بينما اختفت سلع استراتيجية مثل العدس، الزيت، السكر، من الأسواق تمامًا. وأشارت المصادر إلى أن الملح يُباع حاليًا بـ”الملعقة” بدلًا من الأكياس، في مشهد يجسد عمق الأزمة.

وقالت إحدى المصادر لـ”دارفور24″:
“الحياة أصبحت لا تُطاق، الزيادات الجنونية والندرة جعلت المواطنين غير قادرين على توفير قوت يومهم، خصوصًا أن الطرق المؤدية إلى المدينة باتت مغلقة تمامًا”.

الحركة الشعبية تسيطر على الطريق الرابط بين كادقلي والدلنج

وفي سياق متصل، سيطرت قوات الحركة الشعبية ـ شمال على منطقة “الدشول”، الواقعة بين “الكرقل” و”التقاطع”، على الطريق الاستراتيجي الرابط بين كادقلي والدلنج، بعد معارك عنيفة استمرت لأيام.

ويمثل هذا الطريق الشريان الحيوي الوحيد الذي كانت تُستخدمه الشاحنات لنقل المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية إلى المدينة، ما يُفاقم الوضع الإنساني، ويُهدد بكارثة إنسانية ما لم يتم التدخل العاجل.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *