قرشي عوض.
لو كان لي ادنى عشم في القوى المدنية والسياسية ناهيك عن العسكرية التي تنادت الي موتمر جوبا في اكتوبر 2021 لطالبتهم دبتوضيح ماحدث في كواليس ذلك الموتمر الذي لازلنا نعاني تبعاته . ولكني لن افعل لانني لم يعد يراودني شك في أن معظمهم كانوا ضالعين في المؤامراة الحالية ضد السودان. فالموتمر عقد اصلا لالحاق حركات الكفاح المسلح التي تجاوزها اقتسام السلطة في تكوين الحكومة الانتقالية .وقد نصت الوثيقة الدستورية علي ان عقد هذا الموتمر من حق رئيس الوزراء . لكن الواقع يقول ان المهمة قام بها المكون العسكري خاصة السيد حميدتي . المدهش بل والمثير للشك المشروع هو ليس البساطة التي تخلي بها السيد رئيس الوزراء حمدوك عن صلاحياته في اجراء المفاوضات مع الحركات المسلحة لكن صمت فصائل الحرية والتغيير المدنية والسياسية والتي ينتظم معظمها الان في تحالف صمود. وقد قال بعض رموزها في ورشة عقدتها احدئ منظمات المجتمع المدني في الخرطوم بعد انقلاب البرهان وكان من ضمن حضورها د بكري الجاك الناطق الرسمي الحالي لتحالف صمود أنهم لايعلمون الكيفية التي عقد بها الموتمر ولا الجهة التي عقدته. مع انه وبحسب الدستور يعتبر حق أصيل لحكومتهم. و كنت قد حضرت تلك الورشة وقلت لهم عبارة ضحكوا علي اثرها جميعا ( طيب ياجماعة موتمر جوبا دا السواهو منو؟) كان المشاركون خبراء في كل شي. دكاترة وبروفيسورات وكرفتات البنك الدولي وكل وجوه الراسمالية و مع ذلك يريدون منا ان نصدق ان السيد حميدتي قد خدعهم وعلينا ان نقبل باننا نحن وهم قد كنا ضحايا لمكر البادية الي جانب عنف البادية .
لكن عليكم يامن شاركتم في الموتمر خاصة من الحرية والتغيير وصمود الان ان توضحوا للشعب ماحدث بالضبط في ذلك الموتمر. لانه تتوفر شكوك معقولة بإنه كان عبارة موامرة دولية لتفكيك السودان بعلم ومشاركة الكثيرين منكم علي الاقل من يلعبون ادوار حالية تبدو ذات صلة(بجخانين) ذلك الموتمر .
واليكم بعض الامثلة:
احد اعضاء مجلس السيادة من الجانب المدني قال بعد انقلاب 25 اكتوبر في لقاء مع قنا سودانية 24 ان إثنان من اعضاء المجلس من الجانب المدني وقد شاركا في الموتمر كانا قد ذهبا فجأة الي اديس أبابا لمدة يومين قابلا فيها منظمة عالمية. وحين عودتهما الي جوبا وقفا الي جانب المكون العسكري . تلك المنظمة وكما إشارت مصادر اخرى انها كانت تقوم باعمال السكرتارية لاحدي حركات الكفاح المسلح في موتمر جوبا . كما انها كانت قد اعدت من قبل ملف اقتسام السلطة والثورة في اتفاقية نيفاشا عام 2005 . وهي شركة محاماة أمريكية متخصصة في فض النزاعات وتستعين بسماسرة اقليميين خاصة في جنوب افريقيا﴿ والتي زارها وفد صمود بقيادة السيد حمدوك قبل أيام قليلة ) .
وقد ذكر صالح محمود المحامي في لقاء بقناة الجزيرة ان احد المحامين والذي برز اسمه في الاتفاق الاطاري كان قد ذكر له بان مكتب أمبيكي هو الذي قدم لهم الاتفاق الاطاري .
يبدو ان الاحداث تطورت في اتجاهات مختلفة ولم تعد للقوي المدنية والسياسية مصلحة في فضح خفايا موتمر جوبا .فالحركات المسلحة كانت تطمح فقط في المشاركة في السلطة فيما نالت بوقوفها مع العساكر اكثر مما كانت تتوقعه . وليس من المعقول ان تخرج علي الاتفاق الذي اصبح ملك لسلطة الانقلاب بعد ان كان يملكه حميدتي . كما لم يعد في مصلحة الحرية والتغيير وصمود حاليا ان تعلن بان موتمر جوبا اصلا لم يكن بينها والحركات المسلحة وإن القوى المدنية والسياسية في ذلك الموتمر كانت كاليتيم علي مائدة اللئام(او هكذا كانت تبدو لنا نحن الذين لم نذهب الي جوبا) . بل ان هناك اصوات من داخل الموتمر كانت قد تعالت تطالب بابعاد المدنيين. الي جانب حديث عن اشتباك بالايدي. وقد حدثني من اثق فيه ان السيد حميدتي كان يقوم بتوزيع مبالغ مالية علي بعض القيادات المدنية.
لكن وكما يقول حميد عليه الرحمة( الموية بدلت الوجوه).
وبعد كل الذي حدث يجب ان لا ننخدع لمن إراد ان يخدعنا بإسم التغيير والديمقراطية وغيرها من الشعارات. ويجب ان ننتبه الي ان هذه القوى التي عقدت موتمر جوبا والشركاء الدوليين والاقليميين فيه هم في الحقيقة لم يلتقوا في جوبا للمرة الأولى بل كانوا يعرفون بعضهم من قبل( يعني القعدة دي مش قعدة أول دخلة) . فالمنظمة التي نشطت في الموتمر كما قلنا كان يعمل بها قبل الثورة إثنان من اعضاء الحكومة الانتقالية. احدهم عضو مجلس سيادة والاخر وزير . كما إتضح لاحقا ان عضو مجلس السيادة هذا علي الاقل كان أقرب الي حميدتي من الجهة التي رشحته للمنصب (ومما كان العدو يتصور﴾. بل إن حميدتي نفسه ربما لم يكن غريبا علي الشركاء الدوليين والاقليميين. والدليل علي ذلك الصمت المطبق علي تغوله علي اختصاصات رئيس الوزراء. والسيد الرئيس لم يحرك ساكنا. فهل كان عضو مجلس السيادة المدني هو الذي يحرك حميدتي ام ان العكس صحيح. المهم ان الحضور المميز للسيد حميدتي وتغطيته علي حضور الخبراء الدوليين من اصحاب الوزن الثقيل ليس مما يمكن تفسيره استنادا علي مكر البادية وحده.
وحتي لايتهمنا احد باننا نحاول النيل من الذين شاركوا في الموتمر من القوي المدنية والسياسية التي تنتظم الان في تحالف صمود فاننا نمنحهم فرصة ان يخرجوا عن صمتهم ويقولوا للشعب ماذا حدث في اتفاق جوبا وماهي الجهات الدولية التي شاركت فيه وماهي الجهات الاقليمية التي قامت بدور السمسار فيه بجانب السيدة الافريقية مديرة مكتب ثامبو أمبيكي و التي كان قد إشار اليها الأستاذ صالح محمود المحامي ونسب المعلومة الي عضو كبير في نقابة المحامين المحسوبة علي الحرية والتغيير وقتها. واضاف بإنه يتمني ان يكون الرجل يسمعه في تلك اللحظة ويرد عليه. ولكن ذلك المحامي لم يرد لا في تلك الحلقة ولا بعدها ولازال الاتهام معلق بلا نفي علي الاقل فيما يخص الاتفاق الاطاري الذي يعتقد صالح محمود ان خلفه جهات اجنبية. ونعتقد نحن ان له صلة بموتمر جوبا.
فالمخطط الذي كانت تنشط فيه تلك الشركة هو فصل اقليم دارفور. هذه الشركة فضحتها خرطة لنشاطها في القارة الافريقية. وفي منطقة شمال افريقيا التي تدرج كل الخرائط الدولية السودان ضمنها. وبدلا عن السودان وضعت الشركة دارفور. هذه الشركة معروفة و يعمل بها محامون سودانيون. وقد كتبوا في الميديا مدافعين عن حقهم في العمل بها.
نقول للاخوة في الحرية والتغيير وصمود حاليا سارعوا بكشف الحقيقة بانفسكم ذلك اذكي لكم قبل ان تسقط الاقنعة ويكتشف اهل السودان ان اتفاق اديس ابابا قبل تكوين الحكومة الانتقالية الذي رعته منظمة الديمقراطية اولا وشاركت فيها بعض كوادر الحرية والتغيير ورموز في المجتمع المدني وبعض الناشطين من منازلهم. واللقاء الذي تم ترتيبه في بيت احد رموز الراسمالية في منطقة الخرطوم 2. وموتمر باريس واتفاق جوبا والاتفاق الاطاري وزيارة وفد صمود الأخيرة الي جنوب افريقيا كلها تصدر عن مشكاة واحدة . ( وياخبر النهار دا بفلوس بكرة ببلاش).
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.