انهيار (بنكك).. التطبيق الذي صدم السودان وأغضب الآلاف

كسلا – عبدالله ود الشريف – تواجه مجموعة بنك الخرطوم واحدة من أسوأ أزماتها منذ تأسيسها، بعد أن انهارت خدمات تطبيقها المصرفي الشهير “بنكك” كليًا على مدى يومين متتاليين، ما أدّى إلى شلل مالي واسع النطاق، وتسبّب في مآسٍ إنسانية حقيقية، بينما تصاعد الغضب وسط العملاء الذين هدّد بعضهم باللجوء إلى القضاء.

خلال الـ48 ساعة الماضية، عانى المستخدمون من توقف تام للتطبيق، مع تعذّر الدخول إلى الحسابات أو إجراء التحويلات أو سداد الفواتير أو سحب الرواتب. وقد انعكس هذا الانقطاع بشكل مباشر على الحياة اليومية والاقتصادية للمواطنين، خصوصًا في ظل الاعتماد الواسع على التحويلات الإلكترونية في الأسواق.

أزمة تتجاوز المال

من بين القصص المفجعة، روى المواطن محمد عبد الله محمد (لشبكة_ الخبر) تفاصيل مأساة إنسانية خيمت على أسرته، حيث فقد شقيقه بسبب تعذّر تحويل مبلغ إسعافي عاجل نتيجة توقف التطبيق. قال بحرقة: “فقدت أخي بسبب هذا التطبيق. لم أتمكن من تحويل المال لعلاجه، وكل شيء انهار أمامي في لحظة!”

الحادثة أثارت صدمة وجدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون مثالاً صارخًا على فشل النظام المصرفي الرقمي في السودان، وسوء إدارة البنية التحتية التقنية لمصرف يُعد الأكبر في البلاد.

صمت رسمي وغضب شعبي

رغم مرور أكثر من يومين على الكارثة، لم يصدر بنك الخرطوم حتى الآن أي بيان رسمي يوضح فيه أسباب العطل أو الإجراءات المتخذة لمعالجته، الأمر الذي زاد من حالة الغليان وفقدان الثقة بين العملاء. كما لم يُعلن البنك عن أي آلية لتعويض المتضررين، ما فاقم الاتهامات بالتقصير والاستخفاف بحقوق العملاء.

وأكد عدد من المستخدمين عزمهم على تحريك دعاوى قانونية ضد البنك، متهمين إياه بالإهمال والتسبب في أضرار مالية ونفسية جسيمة، مطالبين بتعويضات عاجلة وضمانات مستقبلية لعدم تكرار الأزمة.

عجز تقني أم أزمة حوكمة؟

تطرح هذه الأزمة الحادة أسئلة جوهرية حول مدى جاهزية النظام المصرفي الرقمي في السودان لمواجهة الأعطال الطارئة، وحول قدرة بنك الخرطوم – رغم مكانته – على إدارة التحول الرقمي بكفاءة ومسؤولية. كما أنها تكشف عن فجوة واضحة في خطط الطوارئ، وغياب لآليات الاستجابة السريعة للأزمات.

وفيما يتواصل الانقطاع حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تبقى الثقة بين البنك وعملائه معلقة على وعود لم تصدر بعد، فيما يرى خبراء أن الطريق إلى ترميم العلاقة مع الجمهور سيكون طويلاً ومليئًا بالتحديات القانونية والأخلاقية، ما لم يتخذ البنك خطوات شفافة وجادة فورًا.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *