الجزيرة تنزف: 8200 قتيل في عام الجحيم

مجازر جماعية وجرائم ممنهجة ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة خلال عام واحد فقط، وفقاً لتقارير منصة مؤتمر الجزيرة

الخرطوم – شبكة_الخبر – كشفت منصة مؤتمر الجزيرة عن حجم الخسائر الفادحة التي تكبّدتها ولاية الجزيرة السودانية خلال عام من سيطرة قوات الدعم السريع، حيث قادت المليشيا حرباً شعواء خلفت آلاف القتلى، ودمرت البنية التحتية، وتسببت في انهيار كامل لمقومات الحياة في الولاية التي تُعرف تاريخيًا بـ”سلة غذاء السودان”.

ووفقاً لتقارير صادرة عن مؤتمر الجزيرة، فإن حصيلة القتلى المدنيين بلغت نحو 8200 شخص خلال عام واحد فقط، بينهم أكثر من 150 قتيلاً في مجزرة مروعة شهدتها قرية ود النورة بمحلية 24 القرشي، إلى جانب نحو 700 قتيل في الهلالية نتيجة تسمم ممنهج طال المياه والغذاء على يد قوات الدعم السريع.

وتحدّثت التقارير عن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، أبرزها توثيق 128 حالة عنف جنسي ضد نساء وفتيات قُصّر، في ظل مؤشرات على أن الأعداد الحقيقية تفوق ذلك بكثير. كما رصدت المنصة اختفاء قسري واختطافات جماعية طالت أكثر من 1500 شاب وشابة.

في الجانب الاقتصادي، تعرّضت الولاية لأضرار جسيمة شملت تدمير المستشفيات، المدارس، المصارف، الجامعات، ومرافق أساسية، إضافة إلى نهب شامل للمركبات والمنازل والمحال، وسرقة واسعة للثروة الحيوانية. كما لحقت أضرار بالغة بمشروع الجزيرة الزراعي، أحد أهم روافد الاقتصاد السوداني، حيث فقد نحو 9% من أراضيه خلال الفترة من 2019 وحتى 2024 بسبب التخريب والنهب.

وعلى المستوى الإنساني، تسبب الصراع في نزوح مئات الآلاف من سكان الجزيرة، فيما يعاني السودان عمومًا من أزمة إنسانية خانقة، إذ يُقدّر عدد من يعانون من سوء تغذية حاد بأكثر من 26 مليون شخص. في حين تدهورت الخدمات الصحية بشكل حاد مع تفشي الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

وفي تطور ميداني لافت، كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، في ديسمبر 2023، قبل أن تستعيد القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها في يناير 2025، إلا أن الوضع الإنساني ما يزال في تدهور مستمر.

واختتمت منصة مؤتمر الجزيرة تقريرها بالتأكيد أن حصيلة عام من سيطرة المليشيا على ولاية الجزيرة تمثل كارثة شاملة على المستويات كافة، وأن التحديات التي خلفتها تتطلب جهداً وطنياً ودولياً واسعاً لاحتواء تداعياتها.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *