مندوب السودان يصعّد ضد الإمارات في جنيف: “دعمكم للسلاح يشعل النار في السودان”

جنيف – شبكة_الخبر – شهد الاجتماع الرفيع بشأن النزاعات والقانون الدولي الإنساني بجنيف جدلاً حاداً بين مندوب السودان الدائم، السفير حسن حامد حسن، ومندوب دولة الإمارات العربية المتحدة. جاء ذلك بعد أن أشار مندوب الإمارات في بيانه إلى مساهمات بلاده في دعم المنظمات الدولية لتنفيذ الاستجابة الإنسانية للوضع في السودان، محاولاً نفي تورط بلاده في دعم قوات الدعم السريع.

وردّ السفير حسن بأن مبادئ العمل الإنساني تستند إلى الحياد التام، وأن الدعم بالسلاح والعتاد العسكري لأي طرف في النزاع يتعارض مع هذه المبادئ، مما يجعل من المستحيل على من يشارك في ذلك أن يقدم نفسه كفاعل إنساني في مثل هذه المنابر الدولية. وأضاف أن الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، بما في ذلك توفير أسلحة متطورة وطائرات مسيرة تستخدم لاستهداف المرافق المدنية والخدمية في السودان، يستوجب تحميلها المسؤولية واعتبارها شريكاً في الانتهاكات.

وأشار المندوب السوداني إلى أدلة متراكمة، منها تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الصادر في يناير 2024، وتقارير منظمات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية، بالإضافة إلى شكوى السودان المودعة لدى مجلس الأمن، والتي تؤكد تورط دولة الإمارات في دعم أحد أطراف النزاع.

وأكد السفير حسن على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، الذي يفرض الحياد واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، محذراً من أن أي دعم لقوات مسلحة داخل دولة أخرى يمثل خرقاً لهذه المبادئ.

من جهته، نفى مندوب الإمارات أي دعم مباشر لأي طرف، مستعرضاً المساهمات المالية التي قدمتها بلاده للمنظمات الإنسانية العاملة في السودان. لكنه واجه رداً من مندوب السودان الذي قال: “إمسكوا أموالكم، فشعب السودان أكرم من ذلك”، مشدداً على أن من يزود قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد لا يمكن أن يدعي تقديم الدعم الإنساني.

وفيما يتعلق بمزاعم براءة الإمارات، أوضح مندوب السودان أنه لا توجد تقارير تبرئ دولة الإمارات، مشيراً إلى أن قرار محكمة العدل الدولية بالامتناع عن النظر في الشكوى لا يعني البراءة، وإنما يعكس مسألة إجرائية تتعلق بالاختصاص.

وختم السفير حسن مطالباً دولة الإمارات بتحمل مسؤولياتها ووقف دعم قوات الدعم السريع فوراً، إذا كانت فعلاً ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني وتحترم حرمة المنابر الدولية.

شهد الاجتماع توتراً واضحاً بين الطرفين وسط استمرار التأكيدات السودانية على تحميل دولة الإمارات مسؤولية تصعيد النزاع في السودان.