ماتت على الطريق ولم تُعرَف بعد: وجهٌ آخر لحصار الفاشر وحرب دارفور

الفاشر ـ شبكة_الخبر – كانت مجرد امرأة تمضي في طريق التيه الطويل، قادمة من الفاشر التي تحاصرها النيران والعطش والموت البطيء. لم تحمل اسمًا نعرفه، لكن في عينيها كانت حكاية دارفور بأكملها.

يوم 17 يونيو، وصلت منهكة إلى أطراف منطقة شنقل طوباي. كانت تلهث عطشًا وإعياءً، فوجدت من سقوها ماءً ولبنًا في لحظة إنسانية نادرة وسط غبار الحرب. لكن جسدها كان قد أنهكته المسافات والمآسي، فازدادت حالتها سوءًا، وحين حاول من أسعفوها نقلها للمستشفى، فارقت الحياة في الطريق… بلا هوية، بلا رفيق، بلا وداع.

كانت تحتفظ بمبلغ 173 ألف جنيه، وهو كل ما تبقّى لها ربما من حياة انكسرت في دوامة النزوح القسري والحصار. دُفنت يوم الأربعاء 18 يونيو، في صمت يشبه الغياب القاسي الذي يلف آلاف النازحين والمشردين من دارفور.

لا أحد يعرف من تكون. لكنها ليست غريبة عنا. هي أم، أو أخت، أو زوجة، أو ابنة… من بيننا. من تراب دارفور ودموع نسائها ورجالها وأطفالها.

هذه المأساة ليست فردية، بل مرآة تعكس ما يحدث في الفاشر، تلك المدينة التي باتت محاصرة بالعطش والرصاص، حيث تنقطع سبل النجاة وتضيق الأرض على من فيها.

الرجاء المساعدة في نشر هذا النداء الإنساني، لعلّ أحدًا يتعرف على زويها، ولعلّ إنسانًا آخر يُنقذ من المصير ذاته.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *