عامر محمد أحمد يكتب : السقوط ..

بقلم : عامر محمد أحمد

تقرأ لزملاء تعتقد أنك تعرفهم معرفيًّا حول اعتداء الكيان المسخ على إيران، فيصيبك الدوار إذ يُصدرون للقراء أن الدويلة أداة الاستعمار، بعد القضاء على جمهورية إيران، فإن مهمتها الجديدة هي توطين السلم والحريات، من خلال القضاء على الإسلام السياسي، حكومة بورتسودان، تأديب أنظمة الحكم في أمريكا الجنوبية، وهي حالة غير مسبوقة في التعاطي السياسي مع الاستبداد المتأسرل في المنطقة والعربدة المتغطرسة المتطرفة بقيادة “نتن ياهو”.

إن ما فعلته دولة الكيان “الصهيوني” في السودان من دعم وتسليح وتدريب للمليشيا المتمردة بواسطة الدولة أداة الاستعمار المتأسرل، يكفي وحده، إن كنت سودانيًّا، أن تقف مع الأشقاء في طهران، وكل الأسئلة عن رأس حربة الاستعمار ودورها في كل أزمات الوطن العربي من استبداد وتشريد والحرمان من التعليم الجيد، يزيد مناعتك باختيارك طريق الأحرار، وأن ضياع فرص التنمية مع وفرة الموارد الطبيعية صناعة “إسرائيلية”.

سؤال التعاطف مع إيران ليس هو السؤال الحقيقي، فالتعاطف حالة إنسانية تزداد مع عنف أو تهجير أو صور جوعى أو قتلٍ للأبرياء، كما يحدث كل يوم للأشقاء في غزة والضفة الغربية بعد توقف شرايين الأمة. التوصيف الحقيقي لما تقوم به إيران ضد الكيان “الصهيوني” الهمجي هو التأييد المطلق من كل صاحب ضمير حي.

أما العالم العربي والإسلامي، فإن القضية قضية مصير ووجود، وإحساس بالكرامة والهوية الواحدة، في مقابل الصلف والغرور والرعونة “الإسرائيلية” التي وصلت حدًّا جعل من صنم العجوة الإمبريالي، وهو من يعرف العالم قدراته، أي: “نتن ياهو”، يتحدث عن تشكيل جديد للشرق الأوسط، وهو تشكيل تعتمد فيه تل أبيب على “بن غفير وسموتريتش” وقطعان وجحوش الاستيطان البربري والقتلة في فلسطين المحتلة.

أوروبا أخطأت يوم زرعت الكيان وأمدته بالمال والبنون والسلاح، وتحولت إلى راعٍ رخيص، مهمته تمامًا مثل مهمة البارجة البريطانية الاستعمارية التي أجبرتها “المسيَّرات الإيرانية” على الهروب من مياه الخليج. كانت البارجة البريطانية الاستعمارية هي الدليل للهجوم الإسرائيلي على إيران.

تدنّت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلى درجة فقدان الكرامة، والتحول من قيادة العالم إلى “القوادة”.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *