احتجاج جرحى الدعم السريع في نيالا.. هل بدأت الانشقاقات من الداخل؟

نيالا – شبكة_الخبر – في مشهد غير مألوف، أغلق جنود مصابون من قوات الدعم السريع، الأحد، طرقًا رئيسية بمدينة نيالا، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الخيانة” من قيادتهم، بعد أن تُركوا لمواجهة مصيرهم دون علاج أو رعاية طبية، ما أثار تساؤلات عن عمق الأزمة داخل صفوف القوة المثيرة للجدل.

بحسب شهود عيان تحدثوا لـ”دارفور24″، فإن الجنود الجرحى سدّوا طريقي موقف الجنينة والمستشفى التخصصي، في تعبير صارخ عن غضبهم، بينما فشل مسؤولو الدعم السريع في تهدئتهم أو تقديم وعود حقيقية لعلاجهم. وأظهر المحتجون درجة من التحدي توحي بأن الأزمة لم تعد مجرّد مسألة طبية، بل ربما تمهّد لانفجار أكبر.

الاحتجاج رافقته أعمال فوضى ونهب استهدفت أصحاب الركشات والمواطنين، وفق ما أفاد به سائق “توكتوك” يُدعى كمال محمد، والذي اضطر إلى تغيير مسار رحلته تفاديًا للاحتكاك مع الجنود الغاضبين، في وقت أغلقت فيه غالبية المتاجر بموقف الجنينة أبوابها خشية تطور الاحتجاجات إلى مواجهات مفتوحة.

تعود جذور الغضب، بحسب شهادات متطابقة، إلى ما يعتبره الجنود تمييزًا صارخًا في الرعاية الصحية بين الضباط والجنود. وأفاد جنديان مصابان لـ”دارفور24″، بشرط حجب هويتيهما، بأن إصابتهما خلال معارك الفاشر مطلع مايو الماضي لم تُقابل بأي اهتمام، رغم خطورتها.

وفي أبريل الماضي، وثّقت “دارفور24” واقعة إعادة العشرات من جنود الدعم السريع المصابين من رحلة علاجية إلى أديس أبابا، بعد قضاء قرابة الشهر دون تلقي علاج حقيقي، ليُمنحوا مبلغ ملياري جنيه فقط لتدبر علاجهم بأنفسهم في نيالا، ما فاقم الشعور بالخذلان داخل وحدات القوة.

يأتي هذا بينما كثّفت قوات الدعم السريع من انتشارها في دارفور وكردفان بعد انسحابها من الخرطوم وسنار والجزيرة، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة هذه القوات على الحفاظ على تماسكها الداخلي وسط تصاعد الغضب في صفوف الجنود، ومع تزايد أصوات التململ التي قد تتطور لانشقاقات.

هل نحن أمام بداية تمرد داخلي صامت؟ أم أن الاحتجاجات الحالية ستبقى مجرد موجة غضب عابرة؟ الأيام القادمة وحدها من ستكشف حجم التصدع داخل جدار الدعم السريع.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *