في كتابه “لا مستوطن ولا مواطن ـ صنع أقليات دائمة وتفكيكها” يقول المفكر الإفريقي محمود ممداني: “في خطاب تنصيبه الرئاسي في يناير ٢٠٠٩، تأمل باراك أوباما (Barak Obama) بفخر وتواضع تاريخ الولايات المتحدة، لقد اعترف قائلاً: (إننا نرتكب الأخطاء أحياناً، إننا لم نكن مثاليين، ولكن إذا نظرتم إلى مسيرتنا، كما تقولون، فأمريكا لم تولد كقوة استعمارية)”. ويضيف ممداني: “قارن هذا الاقتباس من كتاب مارتن لوثر كينغ الابن (Martin Luther King Jr.) لماذا لا يمكننا الانتظار (Why We Can’t Wait): (لقد وُلدت أمتنا من رحم الإبادة الجماعية… قد تكون الأمة الوحيدة التي جربت، كشأن متعلق بالسياسة القومية، محو سكانها الأصليين، لقد ارتقينا بهذه التجربة المأساوية لنصبح حملة صليبية نبيلة، إننا لم نتح لأنفسنا حتى اليوم بأن نرفض أو نشعر بالندم على هذه الحقبة المشينة)”. وأضاف ممداني: “سذاجة تصريحات أوباما هي سذاجة أمريكا، الكذبة التي يقولها السكان لأنفسهم مراراً وتكراراً”.
وفي خطابه بتاريخ ١٣ مايو ٢٠٢٥م بالرياض، السعودية، أشار الرئيس ترمب إلى الآتي: “ولّت الأيام التي كان فيها المتدخلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط لإلقاء محاضرات عن كيفية العيش وكيفية إدارة شؤونكم الخاصة”.
والسؤال: هل يسعى ترمب لتصفية الاستعمار وإنهاء هيمنة الغرب على العالم العربي وإفريقيا وبقية كومبارس الدول في العالم، أم هي مساحة واسعة النطاق في مخيلة (العم سام) لكيفية دفن التقسيم الاستعماري ما بعد الحرب العالمية الأولى، وإجراء قرعة جديدة من أجل قطع أجزاء من هذه الدولة وضمها إلى دولة أخرى، وكذلك تقسيم الأقاليم العربية ببوصلة أمريكية للاستحواذ على الموارد الطبيعية في الدول وفقاً لخارطة المعادن وليس السكان؟
ويشير ممداني إلى أنه “ليست الولايات المتحدة الدولة الاستعمارية الوحيدة في العالم، لكنها فريدة بفشلها برؤية نفسها كذلك في المرآة”.
نواصل
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.