تحليل ريتش تيد: استمرار الخط الجوي يكشف التناقض بين القرار السياسي والممارسة الميدانية في السودان
بورتسودان – 9 يونيو 2025 ـ رصد الباحث المتخصص في التحليل الاستراتيجي للسياسة والأمن والصراعات الإفريقية، ريتش تيد، استمرار شركة بدر للطيران السودانية في تسيير رحلات مباشرة بين بورتسودان ودبي باستخدام طائرة من طراز بوينج 737-8JP، رغم إعلان الحكومة السودانية عن تجميد العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية اتهامات رسمية بدعم الصراع المسلح في السودان ومحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة.
وقال ريتش تيد إن هذا الاستمرار في الحركة الجوية يعكس تناقضًا صارخًا بين الموقف السياسي المعلن والسلوك التنفيذي على الأرض، مشيرًا إلى أن التجميد، على ما يبدو، لم يشمل العلاقات الاقتصادية أو خطوط الطيران، مما يؤشر إلى طبيعة رمزية أو جزئية للقرار السيادي.
ويشير الباحث إلى أن سلطات الطيران المدني السودانية لم تصدر حتى الآن أي قرارات بوقف الرحلات الجوية نحو الإمارات، ما يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة، منها أن الدولة السودانية تحاول الموازنة بين التصعيد السياسي وبين ضرورات اقتصادية وإنسانية ملحة، خاصة أن دولة الإمارات تستضيف جالية سودانية كبيرة وتعد منفذًا حيويًا في ظل عزلة السودان الجوية بسبب الحرب.
ويرى تيد أن هذا التناقض ليس استثناءً، بل يُعبّر عن سمة بارزة في إدارة الدولة السودانية خلال الحرب، وهي تعدد مراكز اتخاذ القرار، وغياب التنسيق بين الجهات السيادية والتنفيذية، فضلاً عن الضغوط الواقعية التي تفرضها المعركة على الأرض.
وأضاف: “في حالات مماثلة في إفريقيا، شهدنا أن قرارات القطيعة السياسية لا تُترجم دائمًا إلى قطيعة عملية، خاصة عندما تكون هناك شبكات مصالح معقّدة تتجاوز الخطابات الرسمية.”
وتشير ” شبكة_الخبر” إلى أن استمرار رحلات “بدر للطيران” إلى دبي هو مؤشر على هشاشة القرار السياسي، وضعف أدوات الدولة في فرض إرادتها على كافة المجالات، خاصة في زمن الحرب والانقسام المؤسسي.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.