تحذيرات للفائزين السودانيين
قرار رئاسي يمنع دخول مواطني 12 دولة بينها السودان إلى الولايات المتحدة.. وآلاف الفائزين بالقرعة مهددون بفقدان فرصهم
الخرطوم – شبكة_الخبر – الخميس 5 يونيو 2025 بينما يعيش آلاف السودانيين نشوة الفوز في قرعة الهجرة الأمريكية للعام 2025، جاء القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني 12 دولة، بينها السودان، ليحوّل الحلم الأمريكي إلى كابوس قانوني وسياسي.
في مرسوم رئاسي صدر مساء الثلاثاء من البيت الأبيض، أعلن ترامب حظر دخول رعايا دول اعتبرها “غير متعاونة في الإجراءات الأمنية ومشاركة المعلومات”، موضحًا أن استمرار استقبال هؤلاء يشكّل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي”.
الدول المشمولة بالحظر تشمل: السودان، اليمن، ليبيا، إيران، الصومال، تشاد، ميانمار، أفغانستان، هايتي، إريتريا، الكونغو، وغينيا الاستوائية. ويبدأ تنفيذ القرار ابتداءً من الإثنين 9 يونيو 2025.
فائزون مهددون بالإقصاء:
رغم أن آلاف السودانيين تنفّسوا الصعداء بعد ظهور نتائج القرعة الإلكترونية للهجرة الأمريكية، فإن القرار الجديد قد يلغي أحلامهم بالكامل، خاصة أولئك الذين لم يستكملوا بعد إجراءات الفحص الأمني أو المقابلة في السفارة الأمريكية.
ويُشير خبراء الهجرة إلى أن الفوز في برنامج “تأشيرة التنوع” (DV Lottery) لا يعني الحصول التلقائي على التأشيرة، بل يُعتبر بمثابة “فرصة محتملة”، تتطلب اجتياز عدة مراحل أمنية وإدارية، أبرزها الفحص الطبي والمقابلة القنصلية.
وفي حال لم يُمنح الفائز التأشيرة قبل دخول الحظر حيّز التنفيذ، فإن فرصته في السفر إلى الولايات المتحدة تصبح عمليًا معدومة، إلا في حال صدور استثناءات لاحقة.
السفارات مجمدة.. والسودانيون في الانتظار
مصدر مطّلع بالسفارة الأمريكية في الخرطوم أكد أن العمل جارٍ لمراجعة ملفات المتقدمين من السودان، إلا أن القرار التنفيذي من واشنطن “ملزم”، ولا يمكن تجاوزه دون تعليمات صريحة من وزارة الخارجية أو وزارة الأمن الداخلي.
وأضاف المصدر أن “القرار يغلب عليه الطابع السياسي-الأمني، وقد يشمل فئات واسعة، بما في ذلك الفائزين باللوتري، حتى لو كانت نواياهم سليمة أو استوفوا بعض الشروط”.
هل هناك أمل أو استثناءات؟
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم يصدر أي توجيه من وزارة الخارجية الأمريكية يحدد إمكانية وجود استثناءات لفئات معينة، مثل الفائزين باللوتري أو الحاصلين على منح دراسية أو أصحاب الملفات الإنسانية.
لكن في سابقة مماثلة عام 2017، جرى لاحقًا استثناء بعض الفئات بعد ضغوط قانونية وشعبية، ما يفتح الباب، ولو قليلًا، أمام تحرّك قانوني محتمل من قبل منظمات الهجرة وحقوق الإنسان.
انتقادات دولية: “نسخة موسعة من حظر 2017”
المرسوم الجديد أثار موجة انتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” القرار بأنه “تمييز مبني على الجغرافيا والهوية الدينية، أكثر منه تقييمًا أمنيًا موضوعيًا”، فيما اعتبرته شبكة “ACLU” الحقوقية “عودة صريحة إلى سياسات الحظر العنصري”.
وفي تصريحات مقتضبة، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن “القرار يستند إلى تقارير أمنية دقيقة”، نافية أن يكون موجهًا ضد شعوب بعينها. وأضافت: “الولايات المتحدة لا تزال ترحب بالمهاجرين، لكن دون التفريط في أمنها الداخلي”.
ما الذي يجب أن يفعله الفائز السوداني الآن؟
ينصح محامو الهجرة في نيويورك وواشنطن من تمكّنوا من الفوز في القرعة بما يلي:
الإسراع في استكمال الفحص الطبي والمقابلة القنصلية إن كانت ممكنة قبل سريان القرار.
متابعة الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية في الخرطوم يوميًا.
التواصل مع مستشارين قانونيين في الهجرة لتقديم طلبات استثناء عند الضرورة.
التحضير لخطة بديلة قانونية إذا استمر الحظر لفترة طويلة.
شهادة من متضرر:
“أنا فزت باللوتري في مايو، وكنت أعدّ نفسي للسفر نهاية هذا العام، والآن أشعر بأن كل شيء ضاع”، يقول عبد الرحمن، شاب سوداني في العشرينات من العمر. ويضيف: “أعيش في حالة توتر دائم، ولا أدري إن كان من الحكمة انتظار ما لن يحدث، أم البحث عن طريق آخر للخروج”.
فلاش باك
يعد السودان من بين الدول الأكثر مشاركة في قرعة الهجرة الأمريكية، حيث يُقدّر عدد المتقدمين سنويًا بنحو 200 ألف شخص، يفوز منهم ما بين 500 إلى 1000 سنويًا، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية.
ويعكس الاهتمام الكبير ببرنامج اللوتري لدى السودانيين حالة اليأس من الأوضاع الداخلية، والرغبة في حياة مستقرة وآمنة في الخارج، لا سيما بعد تصاعد الحرب الداخلية في البلاد منذ أبريل 2023.
قرار ترامب، الذي يعيد إلى الأذهان نسخة 2017 المثيرة للجدل، قد يُجهِض حلم آلاف السودانيين في لحظة. ورغم ضبابية الموقف القانوني، إلا أن التحرك السريع، والمتابعة المستمرة، والتنسيق مع مؤسسات حقوقية، قد تُشكّل طوق نجاة في هذه اللحظة القاسية.
هل ينتصر الحظر… أم يتم تعديل المسار في اللحظات الأخيرة؟
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.