خمسة قتلى وعشرات الجرحى في قصف استهدف قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف
طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بفتح تحقيق عاجل وشفاف عقب الهجوم الدامي الذي استهدف قافلة مساعدات إنسانية في غرب السودان، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.
وفي بيان أدلى به المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أدان غوتيريش “بأشد العبارات هذا العمل العنيف الرهيب”، مشدداً على أن الهجمات على الطواقم الإنسانية ومنشآتها ومركباتها “يجب أن تتوقف فوراً”، وداعياً إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم.
وأوضح دوجاريك أنه “من المرجح أن يكون الهجوم قد تم باستخدام طائرة مسيرة”، لكنه أشار إلى أن الأمم المتحدة لا تملك حتى الآن تحديداً دقيقاً لجهة المسؤولية عن القصف الذي طال القافلة أثناء توقفها في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور.
تصاعد في استهداف العمل الإنساني وسط الحرب
وكانت متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد أكدت أن القافلة المستهدفة كانت تنقل مساعدات غذائية إلى مدينة الفاشر، مركز العمليات الإنسانية في دارفور، وأنها كانت في انتظار التصاريح للتوجه إلى وجهتها حين تعرضت للهجوم ليل الاثنين.
وقالت المتحدثة إن الهجوم استهدف شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف، دون توجيه اتهام لأي طرف.
وفي بيان مشترك، أعلنت المنظمتان أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة من المدنيين العاملين أو المرتبطين بالقافلة، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة.
نزوح غير مسبوق ومخاوف من تفكك إنساني
في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجين بيون، أن عدد اللاجئين الذين فروا من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 قد تجاوز أربعة ملايين لاجئ، مشيرة إلى أن هذا النزوح “يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي”.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه مدينة الفاشر، منذ 10 مايو الماضي، معارك ضارية بين القوات المسلحة السودانية، مدعومة بحركات مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام عام 2020، وقوات الدعم السريع. وتعد الفاشر مركزًا حيويًا لتوزيع المساعدات في إقليم دارفور، مما يزيد من خطورة التصعيد الجاري هناك على العملية الإنسانية في الإقليم المنكوب.
تحذيرات دولية من “كارثة إنسانية”
وكانت الأمم المتحدة وعدد من وكالات الإغاثة الدولية قد حذرت مراراً من خطورة استمرار القتال في الفاشر، خاصة مع تفاقم أزمة الغذاء، والانهيار شبه الكامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية.
ويعزز الهجوم الأخير المخاوف من تحول المساعدات الإنسانية إلى أهداف مباشرة في الصراع، مما قد يدفع المنظمات إلى تقليص أو تعليق أنشطتها في المنطقة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية محققة في ظل استمرار المعارك وصعوبة الوصول إلى المتضررين.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.