هجوم دموي على قافلة أممية قرب الفاشر

مقتل خمسة من طواقم الإغاثة واحتراق شاحنات المساعدات وسط تصاعد المجاعة ونزوح الملايين من السودان

بورتسودان – شبكة_الخبر – قُتل خمسة من العاملين في مجال الإغاثة وجُرح آخرون في هجوم استهدف قافلة إنسانية مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر المحاصرة بشمال دارفور، وفقًا لبيان مشترك صدر الثلاثاء.

وذكر البيان أن الهجوم وقع مساء الاثنين قرب مدينة الكومة، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وأسفر عن مقتل خمسة من طاقم القافلة، وإصابة عدد من العاملين، إضافة إلى احتراق عدة شاحنات وتضرر المساعدات التي كانت على متنها.

القافلة، المكوّنة من 15 شاحنة، قطعت نحو 1,800 كيلومتر من مدينة بورتسودان، وكانت تهدف لإيصال مساعدات حيوية إلى الأطفال والعائلات في المناطق التي تواجه مجاعة وشيكة في الفاشر، التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

وأكد البيان أن الأمم المتحدة أخطرت طرفي النزاع بخط سير القافلة، مشددة على أن “الأطراف على الأرض كانت على علم بموقع الشاحنات”، ومذكرة بأن القانون الدولي الإنساني يفرض حماية قوافل المساعدات الإنسانية.

ودعت المنظمتان الأمميتان إلى وقف فوري للهجمات على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، ووصفتا الحادث بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي، يعمّق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

في الوقت ذاته، أفادت الأمم المتحدة بأن مرافق برنامج الأغذية العالمي في مدينة الفاشر تعرضت لقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي.

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 4 ملايين شخص فروا من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما يجعلها “أزمة النزوح الأسرع والأخطر في العالم”.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، يوجين بيون، إن استمرار القتال سيؤدي إلى مزيد من النزوح، ويهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن تشاد وحدها تستضيف أكثر من 850 ألف لاجئ سوداني.

من جانبه، أوضح منسق المفوضية في تشاد، دوسو باتريس أهوانسو، أن اللاجئين يعبرون الحدود تحت القصف ويتعرضون للابتزاز من قبل الجماعات المسلحة، مضيفًا أن الأعباء على تشاد تفوق قدراتها، وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.

ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى الاعتراف بخطورة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في السودان، واتخاذ خطوات فورية لوضع حد لها.