كردفان تحت الحصار الإنساني

“أوتشا” تحذّر: حياة مئات الآلاف على المحك بسبب انعدام الوصول إلى الإقليم المضطرب

الخرطوم – 2 يونيو 2025
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)،  الاثنين، من أن غياب الوصول الإنساني العاجل والآمن إلى ولايات كردفان، ولا سيما غرب كردفان، يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون أوضاعاً متدهورة بفعل القتال المستعر.

تصاعد القتال يعمّق الكارثة

ومنذ مطلع مايو الماضي، شهدت ولايات غرب كردفان تصعيداً خطيراً في القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المدعومة من جماعات متحالفة، قبل أن يمتد العنف إلى أجزاء من جنوب وشمال كردفان. ونتج عن ذلك تدهور مريع في الأمن، وتقييد بالغ لوصول الإمدادات الإنسانية، بحسب بيان “أوتشا”.

وأضاف المكتب الأممي: “دون وصول إنساني عاجل وآمن ومستدام، ستبقى حياة مئات الآلاف في منطقة كردفان على المحك”.

حصار ونزوح وقصف مكثف

وأكدت “أوتشا” أن القتال المستمر أدى إلى موجات نزوح واسعة، وعزل آلاف المدنيين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بلا غذاء أو ماء أو خدمات طبية، في ظل قصف جوي ومدفعي عنيف.

وتواصل قوات الدعم السريع شن غارات بطائرات مسيّرة على مدن الأبيض وتندلتي في شمال كردفان، بينما تتعرض مدينة كادوقلي بجنوب كردفان لقصف مدفعي من قوات الحركة الشعبية ــ شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

كردفان… شريان مساعدات مهدد

وأشار البيان إلى أن ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان تشكل ممرات حيوية لإيصال المساعدات إلى إقليم دارفور، لكن انعدام الأمن، وتقلب خطوط القتال، وبعد المسافات عن المراكز اللوجستية، خاصة بورتسودان ومعبر أدري الحدودي، يعيق بشدة سير العمليات الإنسانية.

وتُعد مدينة بورتسودان، الواقعة شرق البلاد، المركز اللوجستي الرئيسي للأمم المتحدة، لاحتوائها على الميناء البحري والمطار والمقار الأممية.

قوافل تنتظر الإذن والطرقات مقطوعة

وتحدث المكتب عن وجود قافلة مكونة من سبع شاحنات تحمل أغذية علاجية وأدوية ضد الملاريا والسل وأقراص كلور لتنقية المياه، تنتظر الحصول على تصريح للعبور نحو مدينة كادوقلي.

وبحسب البيان، تمكّنت الأمم المتحدة منذ بداية العام الجاري من تسيير 95 شاحنة محمّلة بأكثر من 3,000 طن متري من المساعدات الإنسانية، استهدفت نحو 300 ألف شخص في شمال وغرب كردفان، إلا أن إمكانية استمرار هذه العمليات مهددة بالتوقف.

الوقت ينفد مع بدء موسم الأمطار

وأعرب المكتب عن قلق بالغ إزاء تدهور فرص الوصول إلى المناطق المتأثرة، خاصة مع بدء موسم الأمطار في يونيو الجاري، والذي يؤدي عادة إلى قطع الطرق بسبب رداءة البنية التحتية، ويستمر حتى أواخر سبتمبر.

وختم “أوتشا” تحذيره بالإشارة إلى أن هذا التوقيت يمثل ذروة انعدام الأمن الغذائي في السودان، ويُعرف محلياً بـ”موسم الجفاف” رغم هطول الأمطار، نظراً إلى توقف الزراعة وتدهور إمكانية التنقل.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *