تصعيد غير مسبوق: أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتدمّر قاذفات استراتيجية

كييف – موسكو – إسطنبول ـ شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدًا ميدانيًا حادًا، اليوم الأحد، مع تنفيذ أوكرانيا واحدة من أكبر هجماتها بالطائرات المسيّرة داخل العمق الروسي، استهدفت خلالها أربعة مطارات عسكرية حيوية، وأدت وفق مصادر أوكرانية إلى تدمير أكثر من 40 قاذفة استراتيجية.

وقال مسؤول أمني أوكراني – تحدث لوكالة أسوشييتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته – إن العملية استغرقت أكثر من عام ونصف من الإعداد، وأشرف عليها الرئيس فولوديمير زيلينسكي شخصيًا. ووفقًا للمصدر ذاته، نُقلت المسيّرات في حاويات على متن شاحنات إلى عمق الأراضي الروسية قبل انطلاقها لتنفيذ الضربات.

ضربات في قلب سيبيريا

من أبرز المواقع المستهدفة قاعدة بيلايا الجوية في إيركوتسك، شرق سيبيريا، والتي تبعد أكثر من 4200 كلم عن الحدود الأوكرانية، في سابقة تُظهر مدى تطور القدرة الاستخباراتية والعملياتية لكييف.

وفيما قالت مصادر رسمية روسية في مناطق ريزان ومورمانسك إن طائرات مسيرة اخترقت الأجواء، لم تصدر بعد بيانات رسمية مفصلة عن الخسائر.

رد روسي واسع على كييف

بالتزامن مع الضربة الأوكرانية، شنّت روسيا ما وصفته القوات الجوية الأوكرانية بأنه “أكبر هجوم بالطائرات المسيرة” منذ بدء الغزو الروسي الشامل عام 2022، بإطلاق 472 مسيّرة وسبعة صواريخ على مدن أوكرانية، من بينها العاصمة كييف.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرتها أوكرانيا لحظات استهداف قاذفات روسية في قواعد أولينيا، وديغيليفو، وبيلايا، وإيفانوفو، ما يرجح ضربة منسقة وواسعة النطاق استهدفت مراكز انطلاق الطيران الحربي الروسي.

اجتماع طارئ في الكرملين

وفي موسكو، أفادت وسائل إعلام روسية بأن كبار المسؤولين عقدوا اجتماعًا طارئًا في الكرملين لبحث الهجمات غير المسبوقة داخل الأراضي الروسية، والتي تمثل ضربة قاسية لهيبة الدفاعات الروسية الجوية، وقدرات الردع الاستراتيجية.

الميدان يسبق المفاوضات

جاء هذا التصعيد الميداني الكبير في عشية جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا، والتي ستنعقد، الإثنين، في إسطنبول، برئاسة وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.

وقال زيلينسكي، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، إن الأولويات الأوكرانية تشمل “وقفًا كاملاً وغير مشروط لإطلاق النار”، و*”إعادة الأسرى”*، بالإضافة إلى “استعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين”.

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة في الأسابيع الأخيرة، لا يزال انعدام الثقة بين الطرفين عقبة رئيسية، مع استمرار الاشتباكات على طول خطوط التماس وتبادل الاتهامات بشأن عرقلة التقدم السياسي.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *