72 ساعة من الرعب.. المدنيون تحت نيران الطائرات المسيّرة

 بورتسودان  ـشبكة_الخبر ـ   أدانت وزارة الخارجية السودانية بشدة، ما وصفته بـ”سلسلة جرائم إنسانية بشعة” ارتكبتها قوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية، استهدفت فيها مدنيين عزلًا ومؤسسات إنسانية وخدمية في مناطق متفرقة من البلاد.

وقالت الوزارة في بيان  ، إن قوات الدعم السريع شنت خلال أقل من 72 ساعة هجمات مٌمنهجة، استهدفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر، وقامت بإحراقها بالكامل بما تحتويه من مواد غذائية مخصصة للمدنيين.

وفي تطور خطير، استهدفت هذه القوات صباح الجمعة مستشفى الضمان بمدينة الأبيض، ما أسفر عن مقتل 16 مريضاً كانوا يتلقون العلاج، بالإضافة إلى إصابة عدد من الطاقم الطبي والمرافقين. كما قصفت يوم الأربعاء الماضي سوقًا شعبيًا في مدينة الخوي باستخدام الطائرات المسيّرة، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، قبل أن تهاجم حيًا سكنيًا في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان وتقتل اثنين من المواطنين.

وأكد البيان أن هذه الجرائم تمثل نمطًا متكررًا من الاستهداف المتعمد والممنهج للمدنيين والمرافق الإنسانية والطبية والخدمية، في محاولة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية وتعطيل خدمات الغذاء والمياه والكهرباء والعلاج.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استهدفت جميع المستشفيات العاملة في مدينة الفاشر، وأخرجت معظمها عن الخدمة، كما ارتكبت مجزرة واسعة في معسكر زمزم للنازحين بعد قصفه المستمر بالمدفعية الثقيلة، ثم شنّت هجومًا بريًا أسفر عن مقتل مئات النازحين، واختطفت أكثر من 300 امرأة نازحة ورحّلتهن إلى مدينة نيالا كرهائن، وفقًا لتقارير موثوقة.

وأفاد البيان باستمرار حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر ومنعها وصول المساعدات الغذائية، وإحراقها المستودعات الإنسانية، في إطار ما وصفته الوزارة بـ”سياسة الموت البطيء” التي تطبقها ضد المدنيين، على غرار ما تم كشفه في معسكرات الاعتقال والتعذيب بعد تحرير العاصمة.

وفي مدينة الأبيض، واصلت قوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيّرة لمهاجمة المنشآت الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق وحتى سجن المدينة، الذي قُتل فيه أكثر من 40 من نزلائه في وقت سابق من هذا الشهر.

كما تسببت عشرات الهجمات على محطات الكهرباء والمياه في أضرار جسيمة، أدت إلى انعدام مياه الشرب الصالحة وانتشار الأوبئة في بعض المناطق.

وأكدت الوزارة أن مسؤولية هذه الجرائم تقع على عاتق الجهة الإقليمية الداعمة لقوات الدعم السريع، والتي تزودها بالطائرات المسيّرة وتموّل عناصرها من المرتزقة، بمن فيهم مشغلو المسيّرات. كما حمّلت الخارجية القوى الغربية المتحالفة مع تلك الجهة جزءًا من المسؤولية، بسبب ما توفره من حماية سياسية لقوات الدعم السريع في المحافل الدولية، وتغاضيها عن الجرائم المرتكبة.

واختتم البيان بمناشدة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في السودان.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *