الخرطوم (رويترز) – تقف الجسور المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ومحطات المياه الخاوية والمستشفيات المنهوبة في جميع أنحاء السودان شاهدة على الأثر المدمر الذي لحق بالبنية التحتية جراء حرب ممتدة منذ عامين.
وتقدر السلطات أن هناك حاجة إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار، غير أن الفرص تتضاءل أمام تحقيق ذلك على المدى القصير نظرًا لاستمرار القتال وهجمات الطائرات المسيرة على محطات الطاقة والسدود ومستودعات الوقود.
وفي عالم صار أكثر عزوفًا عن تقديم المساعدات الخارجية، خفضت الولايات المتحدة، أكبر المانحين، مساعداتها.
ويضطر سكان العاصمة الخرطوم إلى تحمل انقطاع الكهرباء والمياه غير النظيفة والمستشفيات المكتظة لأسابيع طويلة. وتعرض مطار الخرطوم أيضًا للهجوم وتجثم على مدارجه بقايا طائرات محترقة.
تعرضت معظم المباني الرئيسية في وسط الخرطوم لأضرار بالغة، وصارت الأحياء التي كانت ذات يوم راقية مدن أشباح تنتشر في شوارعها سيارات مدمرة وقذائف لم تنفجر بعد.
وقال طارق أحمد (56 عامًا) إن الخرطوم لم تعد صالحة للسكن بعد أن دمرتها الحرب، وعبر عن شعوره بأنه مشرد رغم عودة الجيش للسيطرة على الوضع.
عاد أحمد إلى منزله في العاصمة لفترة قصيرة حيث وجده منهوبًا، ثم غادره مرة أخرى، بعد أن طرد الجيش في الآونة الأخيرة قوات الدعم السريع من الخرطوم.
ويمكن رؤية إحدى تداعيات انهيار البنية التحتية في تفشي وباء الكوليرا السريع الذي أودى بحياة 172 من أصل 2729 مصابًا خلال الأسبوع الماضي وحده، معظمهم في الخرطوم.
ودمرت الحرب أنحاء أخرى من وسط وغرب السودان، ومنها منطقة دارفور، غير أن الأضرار الواسعة التي لحقت بالخرطوم ألقت بظلالها على باقي أنحاء البلاد بعد أن كانت العاصمة ذات يوم مركزًا لتقديم الخدمات.
وتقدر السلطات السودانية احتياجات إعادة الإعمار بما يصل إلى 300 مليار دولار للخرطوم و700 مليار دولار لبقية السودان.
وتعكف الأمم المتحدة حاليًا على إعداد تقديراتها الخاصة.
وقال وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم لرويترز إن إنتاج السودان من النفط انخفض إلى ما يزيد على النصف ليصل إلى 24 ألف برميل يوميًا، وتوقفت قدراته التكريرية بعد أن تعرضت مصفاة الجيلي الرئيسية لتكرير النفط لأضرار بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال المعارك.
وأضاف أن السودان، بدون قدرة على التكرير، يصدر كل نفطه الخام ويعتمد على الواردات في حين يبذل جهودًا مضنية من أجل الحفاظ على خطوط الأنابيب التي يحتاجها جنوب السودان لصادراته.
واستهدفت طائرات مسيرة هذا الشهر مستودعات وقود ومطار بورتسودان في هجوم حمَّل السودان مسؤوليته للإمارات، وهو ما نفته الإمارات.
وقال نعيم إن جميع محطات الكهرباء في الخرطوم تعرضت للتدمير.
وأعلنت شركة كهرباء السودان في الآونة الأخيرة خطة لزيادة الإمدادات من مصر إلى شمال السودان، في محاولة لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها محطات الكهرباء جراء الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة التي تستنزف قدرة الشبكة على العمل.
تظل الأزمة الإنسانية متفاقمة مع استمرار القتال والدمار، ما يجعل تحقيق إعادة الإعمار واستعادة الخدمات الأساسية تحديًا كبيرًا أمام السودان.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.