منوعات – شبكة_الخبر – قال الروائي السوداني مهند رجب إنه عاد إلى شقته في الخرطوم بعد عامين من الحرب، ليجد مشهدًا لم يكن ليتخيله حتى في أكثر رواياته سوداوية.
“تخيل ترجع بيتك بعد سنتين من الحرب، تفتح الباب، تلقى ريحة موت… تمشي تتبع الريحة، تكتشف إنها جاية من البلكونة”، قال مهند.
في البلكونة، كانت هناك جثة متحللة لقناص ينتمي إلى قوات الدعم السريع – بحسب وصفه – كان قد حوّل البلكونة إلى ثكنة عسكرية، واتخذ الشقة مأوى له أثناء القتال. لكن المشهد الذي هزّ مهند لم يكن الجثة، بل ما فعله القناص بمكتبته الخاصة.
“كان بيطبخ ويشرب شاي مستخدمًا أوراق الكتب حطب. أكتر من ألف كتاب جمعتهم على مدار سنين، ولّعهم واحد مرتزق عشان يغلّي موية!”
بين الكتب التي أتلفت كانت أعمال نادرة لكتاب سودانيين وعرب وأجانب، بعضها يعود لسنوات دراسته الجامعية، وأخرى بطبعات أولى يصعب تعويضها.
وأضاف مهند بأسى:
“أنا ما بكيت على الجثة، بكيت على الكتب. على الفكرة. على الإنسان البيحرق المعرفة عشان نار، والبلد البقت فيها المكتبة وقود للحرب”.
وفي ختام حديثه، دوّن جملة تحمل مرارة الحرب ولعنتها:
“لعنة الله على من حوّل بيوت الناس إلى ثكنات، وعلى من أحرق كتبهم ليغلي الشاي. أنتم مهزومون… مهزومون دنيا وآخرة.”
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.