كباشي يعود إلى الواجهة… هل تبدأ معركة كردفان الكبرى؟

بورتسودان – شبكة_الخبر – في توقيت حرج من عمر الحرب المستمرة في السودان، عاد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي ونائب القائد العام للقوات المسلحة، إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري من بوابة كردفان، في رسالة واضحة عن أولويات السلطة الانتقالية وخططها لاستعادة السيطرة غرب البلاد.

وخلال لقائه بوالي ولاية غرب كردفان اللواء ركن (م) محمد آدم محمد جايد، بمدينة بورتسودان، تلقى كباشي تنويرًا شاملاً حول الأوضاع الأمنية والإنسانية في الولاية، خاصة في ظل تزايد الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على مدن محورية مثل النهود والفولة، ما تسبب في نزوح الآلاف وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

وأكد كباشي حرص الحكومة على “تذليل العقبات والتحديات التي تواجه غرب كردفان”، في إشارة إلى دعم مباشر للسلطة المحلية وتعزيز الجهود العسكرية في تلك الجبهة الملتهبة.

من جانبه، تحدث الوالي عن صمود مدينة النهود في مواجهة هجمات المليشيا التي وصفها بـ”الإرهابية والمتمردة”، مؤكدًا أن المدينة تمثل اليوم “بوابة الانتصارات الكبرى إلى دارفور”، وهي رسالة تعبّر عن تطلع القيادة الميدانية إلى قلب موازين القوة في الإقليم الغربي.

وبشّر الوالي كذلك بـ”عودة الفولة إلى حضن الوطن”، مشيرًا إلى الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، من نهب وتدمير للبنى التحتية، مما تسبب في حركة نزوح كثيفة أربكت الأوضاع الخدمية والإنسانية بالمنطقة.

رسائل سياسية وعسكرية خلف الظهور

يقرأ مراقبون ظهور كباشي في هذا التوقيت كخطوة تهدف إلى ترسيخ حضوره القيادي ضمن القيادة العسكرية والسيادية، خاصة بعد أشهر من الغياب النسبي عن المشهد الإعلامي، في وقت تتعاظم فيه التحديات أمام الجيش في جبهات العاصمة ودارفور وكردفان.

كما أن الربط بين النهود و”الانتصار إلى دارفور” ليس مجرد تصريح بل يحمل دلالة استراتيجية: الجيش يسعى إلى تحويل كردفان إلى نقطة انطلاق لحملة أوسع تستهدف قلب وجود الدعم السريع في دارفور، لاسيما بعد تقارير عن خلافات داخل الدعم السريع وانقسامات في صفوفها.

معركة كردفان الكبرى؟

المعطيات المتوفرة من غرب كردفان تشير إلى أن المنطقة قد تكون بالفعل على أعتاب تصعيد عسكري جديد، في ظل إعادة انتشار قوات الجيش وتحركات مقاومة شعبية مدعومة لوجستيًا، وازدياد الحديث عن استعدادات لهجوم مضاد واسع.

ظهور كباشي وتأكيداته على الاستقرار والدعم، قد يكون بمثابة تمهيد سياسي لتحرك عسكري كبير، يعوّل عليه الجيش لتغيير قواعد المعركة غربًا، بعد طول استنزاف في الخرطوم ومحيطها.

فهل تكون كردفان بالفعل بوابة الانتصار… أم ساحة جديدة في حرب طويلة؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *