السر بابو وانقلاب مايو: إلا إذا كان البحر راح عليك والله

عبد الله علي إبراهيم

كتب تاج السر عثمان بابو، عضو مركزية الحزب الشيوعي، كلمة في سياق نفي أن يكون الحزب الشيوعي طرفاً في انقلاب 25 مايو 1969. وبيناته عن ترفع الحزب عن خساسة الانقلاب قبل وقوعه غاية في المتانة. ولكن بدا له أنه، حين تناول موقف الحزب الشيوعي بعد قوعه، كمن يراجع التاريخ بما لن تسعفه عليه بينة ولا منطقاً. ووجدته استعان لغرضه بمحمد إبراهيم نقد. قال بابو بعد عرضه لبيان الحزب مساء 25 مايو (الذي نشرته على هذه الصفحة) الذي قبل الحزب بالانقلاب بأغلبية لجنته المركزية بعد صراع بين من قالوا نعتزله مثل أستاذنا عبد الخالق محجوب ومن قالوا ندخله كراماً ثوريين بقيادة معاوية إبراهيم. قال بابو:

واضح من الخطاب أعلاه (بيان مركزية الحزب مساء 25 مايو) أن اللجنة المركزية قررت دعم الانقلاب ” دعم وحماية هذه السلطة أمام خطر الثورة المضادة ً ولا يهم بعد ذلك المحاذير الأخرى التي وردت في الخطاب. وترتب على هذا التأييد موافقة اللجنة المركزية على اشتراك الوزراء الشيوعيين، أربعة في مجلس وزراء الانقلاب، واشتراك هاشم العطا وبابكر النور (شيوعيان) في مجلس قيادة الثورة، وبطريقة فيها تجاوز لاستقلال الحزب. وكان هذا هو الخطأ المفتاح الذي ترتبت عليه كل الأخطاء اللاحقة . وقد أشار إلى هذا الخطأ الأستاذ محمد إبراهيم نقد في حديث لجريدة الأهالي المصرية بتاريخ 25 / 2 / 1986 بقوله :

” كان على الحزب أن يعلن للجماهير بأنه ما عاد طرفا في التحالف الذي يضم قوى يسارية أخري ، خصوصا وأن الحزب قد عود الجماهير أن يعلن لها لماذا دخل في تحالف معين ولماذا خرج منه ؟ كان لذلك الخطأ ظلاله لأن الانقلاب عندما وقع أعلن برنامجه من محتويات اتحاد القوى الاشتراكية ، فأصبح أمام الناس وكأن التحالف هو الذي يقف خلف الانقلاب وهو يتحمل مسئوليته”.

الاستاذ نقد ويقول ويواصل :

“الخطأ الثاني الذي ارتكبناه أنه بعد وقوع الانقلاب وإعلان أسماء وزراء شيوعيين في مجلس الوزراء دون أن يكون للحزب سابق استشارة وموافقة ، أدى ذلك إلى فقدان الحزب لاستقلاله لأنه قبل مبدأ التعيين. وكان الواجب أن نرفض اشتراك وزراء بالتعيين، وللتاريخ كان هذا هو موقف عبد الخالق محجوب في اجتماع اللجنة المركزية مساء 25 / مايو / 1969 ”

تعليق

وبدا لي أنه حصل على نقد وبابو محصول ذلك الرجل المشهور بالكذب الغلاد. فقال إنه لقي رباطة في الخرطوم فنفد منه جرياً حتى وجد نفسه في أم درمان (قبل إنشاء الكبرى). فلما ذكروه بالبحر القائم بين الخرطوم وأم درمان قال “والله راح عليّ بشكل”.

لا نقد ولا بابو تطرق لكيف كان لمثل ما اتفق لهما من “تمرد” على مايو أن يحدث وقد قررت اللجنة المركزية الدخول في الانقلاب ب”الديمقراطية المركزية”. هل هي دعوة منهما لتصحيح موقف الحزب بآخرة وبعد فوت الفوات. ما تكييفهما لقرار الحزب مساء 25 مايو من تربصهما المتأخر بانقلاب مايو؟ أم أنه “البحر الذي والله راح عليّ بشكل”.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *