الخرطوم – شبكة_الخبر – دعا السياسي والقيادي المدني خالد عمر يوسف إلى فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف حول الاتهامات الموجهة للقوات المسلحة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية خلال الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع، محذرًا من تداعيات العقوبات الأمريكية الأخيرة التي وصفها بأنها “انتكاسة خطيرة” تعيد السودان إلى مربع العزلة الدولية.
وقال خالد عمر في مقال نشره على صفحاته الرسمية، إن هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها، مشيرًا إلى تقارير سابقة صدرت عن منظمات دولية، بينها تقرير لمنظمة العفو الدولية في عام 2016، بالإضافة إلى تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في يناير الماضي، وثق استخدامًا محتملًا لهذه الأسلحة في مناطق نائية، مع مخاوف من امتدادها إلى مناطق مكتظة بالسكان.
وأضاف: “من الخطأ التسرع في نفي هذه الاتهامات دون تحقيق مهني وشفاف، لأن التعامل مع قضية بهذه الخطورة يجب أن يضع حياة المدنيين وسلامتهم في المقام الأول، لا أن يُوظف لخدمة مواقف سياسية آنية.”
وانتقد خالد عمر مواقف بعض الداعمين للقوات المسلحة الذين سارعوا لتكذيب التقارير الدولية دون تمحيص، رغم أنهم كانوا في وقت سابق من أبرز المروجين لتقارير مماثلة عندما كانت الاتهامات موجهة للنظام السابق، واصفًا ذلك بـ”الازدواج الأخلاقي الذي يثير الغثيان”.
وفيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية، أوضح خالد عمر أن استهداف البلاد ككل يمثل تطورًا نوعيًا مقلقًا، مقارنة بالعقوبات السابقة التي كانت موجهة للأفراد، معتبرًا أن هذه العقوبات تُعيد السودان تدريجيًا إلى “ظلام سنوات الإنقاذ”، على حد تعبيره.
وقال: “الحكومة الانتقالية السابقة قطعت شوطًا كبيرًا في إعادة السودان إلى المجتمع الدولي، وتمكنت من رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الانقلاب وما تبعه من حرب دمرت هذه المكاسب، وها نحن نرى نتائج ذلك في العقوبات الجديدة.”
واختتم خالد عمر مقاله بالتأكيد على أن إيقاف الحرب هو المدخل الأساسي لإنقاذ البلاد من المزيد من التدهور، قائلًا: “كل يوم يمضي في هذه الحرب يزيد تعقيد المشهد، ويُفاقم معاناة السودانيين. لابد من إرادة وطنية جادة لإيقافها قبل فوات الأوان.”
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.