الفاشر- شبكة_الخبر ـ رسمت لجان مقاومة الفاشر بولاية شمال دارفور صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في المدينة، مؤكدة أن المجاعة لم تعد خطرًا يلوح في الأفق، بل تحوّلت إلى واقعٍ مرير تعيشه آلاف الأسر وسط نقص حاد في المواد الغذائية، التي إما نفدت من الأسواق أو تُباع بأسعار باهظة تفوق قدرة السكان.
استهداف الأحياء السكنية
وقالت اللجان، في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، الاثنين إن الأوضاع تزداد سوءًا في ظل استمرار القصف المدفعي العشوائي، الذي لا يميّز بين المدنيين والمقاتلين، مشيرة إلى أن عشرات القذائف تتساقط يوميًا على الأحياء السكنية، ما يفاقم من معاناة المواطنين ويهدد حياة الآلاف.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه مدينة الفاشر تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، عندما أغلقت كافة المنافذ المؤدية إلى المدينة بعد انحياز فصائل مسلحة محلية إلى الجيش السوداني تحت اسم “القوة المشتركة”. وقد أدى الحصار إلى عزل المدينة تمامًا عن الإمدادات الغذائية والطبية، وفرض ظروف إنسانية كارثية على سكانها الذين يقدّر عددهم بمئات الآلاف، بينهم عدد كبير من النازحين من مناطق أخرى بدارفور.
وفي أبريل 2025، صعّدت قوات الدعم السريع من هجماتها على المدينة في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور. وشهدت المدينة قصفًا مكثفًا طال حتى مخيم زمزم للنازحين، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال. كما اتهمت الحكومة السودانية بعض الدول بتزويد الدعم السريع بصواريخ مضادة للطيران لتشديد الحصار على الفاشر.
وتعد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مركزًا حيويًا لإغاثة المتضررين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، غير أن تواصل القصف وإغلاق الطرق المؤدية إليها حوّلاها إلى بؤرة جديدة للأزمة. وقد حذرت منظمات أممية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم التوصل إلى هدنة عاجلة وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الهجمات الأخيرة على المدينة، داعيًا إلى حماية المدنيين ورفع الحصار فورًا، فيما تتواصل الجهود المحلية والدولية لاحتواء الوضع الإنساني المتدهور، وسط تزايد المطالب بتحرك دولي عاجل لوقف الكارثة.
–
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.