«عودة المياه إلى مجاريها» .. وزارة الري تعلن فتح المياه لإنجاح الموسم الصيفي

بعد عام ونصف من الجفاف والدمار جراء الحرب، بدء تمرير المياه إلى قنوات مشروع الجزيرة مطلع يونيو 2025 وسط إشادة بالجهود الفنية وحرص الدولة على الأمن الغذائي

ود مدني – شبكة_الخبر – أعلنت وزارة الري والموارد المائية في السودان عزمها بدء تمرير المياه من المصادر الرئيسية إلى قنوات مشروع الجزيرة في مطلع يونيو 2025، لأول مرة منذ قرابة 18 شهرًا، وذلك لإنجاح الموسم الزراعي الصيفي الذي تعول عليه الحكومة في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني.

ونفّذ وزير الري والموارد المائية، الضو فتح الرحمن، الأحد 25 مايو، جولة ميدانية شملت عددًا من الأقسام الزراعية في المشروع، من بينها الحاج عبد الله، المسلمية، ود النو، البستانية، طابت، غرب المناقل، ري شليعي، مصطفى قرشي، مصرف الشوال، وميجر الحيويوة، بهدف الوقوف على آخر الاستعدادات الفنية لنظافة وصيانة القنوات المائية.

وأشاد الوزير خلال الزيارة بالجهود التي تبذلها فرق المهندسين والعمال في صيانة التروس والجسور، وإزالة الجزر والاطماء والحشائش، وصيانة أبواب القنوات والمعابر التي تعرضت لتدمير واسع أثناء سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة.

وقال الوزير إن “الدولة حريصة على إنجاح الموسم الزراعي 2025 – 2026، من أجل توفير الغذاء محليًا ودعم الاقتصاد الوطني عبر الإنتاج”، معتبرًا أن إعادة تشغيل منظومة الري تمثل خطوة استراتيجية نحو تعافي القطاع الزراعي.

من جهته، أكد مدير العمليات بوزارة الري، مفضل الطيب، أن أكثر من 70% من أعمال الصيانة بمشروع الجزيرة قد اكتملت، مضيفًا أن فتح المياه إلى القنوات الزراعية سيتم في الأيام الأولى من يونيو المقبل، تزامنًا مع تحضيرات العروة الصيفية.

خلفية عن مشروع الجزيرة:

مشروع الجزيرة، الذي تأسس رسميًا في عام 1925، يعد من أكبر المشاريع الزراعية المروية في إفريقيا والعالم، ويمتد بين نهري النيل الأزرق ونهر الدندر على مساحة تقارب 2.2 مليون فدان. وقد كان المشروع يمثل لعقود عماد الاقتصاد السوداني، من خلال إنتاج القطن والحبوب الزيتية والقمح والفول السوداني وغيرها من المحاصيل الأساسية.

وقد صُمم المشروع على نظام ري انسيابي يعتمد على شبكة ضخمة من القنوات الرئيسية والفرعية تمتد لمئات الكيلومترات، دون حاجة لمحطات ضخ كهربائية. ويُعتبر نموذجًا فريدًا للتكامل بين الدولة والمزارعين من خلال نظام الحواشات.

لكن المشروع واجه تدهورًا واسعًا في العقود الأخيرة، نتيجة الإهمال وضعف التمويل وسوء السياسات الزراعية، وتفاقم الوضع بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث تعرضت أجزاء واسعة من الجزيرة للنهب والتدمير خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة.

وتشير إدارة المشروع إلى أن الخسائر المباشرة نتيجة نهب المعدات والآليات وتخريب البنية التحتية تُقدَّر بنحو 2 مليار يورو، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام جهود إعادة الإعمار والتأهيل.

ومع استعادة القوات المسلحة لولاية الجزيرة في فبراير 2025، بدأت عمليات الإصلاح وإزالة آثار الحرب، وسط آمال بأن يشكّل تشغيل الري إيذانًا بعودة الحياة والإنتاج إلى “سلة غذاء السودان”.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *