الخرطوم – شبكة_الخبر – كشف قائد فيلق “البراء بن مالك”، المصباح أبوزيد، عن محاولات حثيثة قادها قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لاستقطاب عناصر الفيلق قبيل اندلاع الحرب في السودان بساعات، عبر تقديم عروض تتضمن رتباً عسكرية ومواقع وظيفية داخل شركات واستثمارات تتبع للدعم السريع، إلى جانب وعود بـ”تفويج” المجاهدين إلى جبهات التحالف الخارجي.
وقال أبوزيد في منشور نشره على حساباته، إن حميدتي ظل يسعى منذ قرار تحويل قوات الدفاع الشعبي إلى “قوات الاحتياطي المركزي” في 2019، إلى ضم شباب البراء بن مالك إلى منظومته، مؤكداً أن الفيلق رفض تلك المحاولات بشكل قاطع، ورفض العمل تحت أي مظلة سوى القوات المسلحة السودانية.
وأضاف: “طلب منا حميدتي الحضور للقائه أكثر من مرة، كان آخرها في رمضان الذي اندلعت فيه الحرب في أبريل 2023، لكننا تمسكنا بموقفنا الرافض… كان يحاول كسب المجاهدين ليضمنهم كورقة في يده، لكن قيادة الفيلق رفضت ذلك تماماً”.
خلفية: من هو فيلق “البراء بن مالك”؟
يُعد فيلق “البراء بن مالك” من أبرز التشكيلات الجهادية التي ارتبطت بقوات الدفاع الشعبي خلال فترة حكم نظام الإنقاذ (1989–2019). تأسس الفيلق في بدايات تسعينات القرن الماضي، مستلهماً اسمه من الصحابي الشهير الذي اشتهر بشجاعته في المعارك. وقد تشكلت نواته الأولى من مقاتلين عادوا من ساحات الجهاد في أفغانستان، وتم دمجهم لاحقاً في العمليات القتالية في جنوب السودان خلال الحرب الأهلية الثانية.
عرف الفيلق بانخراط عناصره في معارك حاسمة إلى جانب القوات النظامية، وكان يُنظر إليه كأحد أذرع “الحركة الإسلامية” المسلحة داخل الدولة. ورغم محاولة حل الدفاع الشعبي رسمياً عقب الثورة في 2019، فإن بعض عناصره ظلوا يحتفظون بكيانات تنظيمية غير رسمية، لا سيما في الولايات، وكان يُعتقد أن فيلق البراء بن مالك من بين تلك الكيانات التي ظلت تحتفظ بولاء تقليدي للمؤسسة العسكرية.
تصريحات أبوزيد تأتي في وقت تتكشّف فيه خيوط الحرب متعددة الجبهات في السودان، وتكشف عن حجم التنافس الذي دار في الخفاء قبيل اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، في محاولة من كل طرف لاستمالة القوى العقائدية والمسلحة التي ظلت تقف على الهامش بعد سقوط البشير.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.