رحيل الفنان والإذاعي أحمد شاويش: وداعاً “عطر الصندل” ورفيق الذائقة الرفيعة

عطبرة – شبكة_الخبر -فقدت الساحة الثقافية والإعلامية السودانية مساء السبت واحداً من أعمدتها المضيئة، برحيل الفنان والإذاعي المعروف أحمد شاويش، الذي انتقل إلى جوار ربه بمدينة عطبرة بعد حياة حافلة بالعطاء الفني والإبداعي في مجالات الإذاعة والموسيقى والكلمة الجميلة.

وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بمقابر الشرقي عقب صلاة المغرب، وسط حضور متوقع لأهل المدينة ومحبيه من مختلف بقاع السودان، فيما تقام مراسم العزاء بمنزل الأسرة بحي الشرقي مربع (2)، جنوب مسجد شرف الدين علام (منزل حسن شاويش).

عطر الصندل… صوت وفاء ومحبّة

اشتهر الراحل ببرنامجه الإذاعي “عطر الصندل” الذي ظل يبث لعقود من إذاعة عطبرة، واعتُبر واحداً من أكثر البرامج ارتباطاً بوجدان المستمعين، لما تميز به من محتوى راقٍ يجمع بين الطرب السوداني الأصيل، والنصوص الشعرية الرصينة، وحس الوفاء للرموز الفنية.

كان شاويش لا يقدم فقط برنامجاً إذاعياً، بل يصوغ حالة وجدانية كاملة، امتزج فيها صوته العميق بثقافته الواسعة، وذاكرته الغنائية المذهلة، ليمنح المستمعين لحظات من الصفاء والسمو الجمالي.

مسيرة تمتد لعقود من العطاء

وُلد أحمد شاويش ونشأ في مدينة عطبرة، المدينة التي أحبها وأحبته، وتشكّل وجدانه بين ضفافها الثقافية ومراكزها العمالية والفنية، فصار أحد أبرز وجوهها الإذاعية والثقافية.

لم يقتصر إسهامه على الإذاعة، بل كان فناناً بصوته المميز، وناشراً للذوق الرفيع، وراعياً للمواهب الجديدة، وناقداً حصيفاً لما يُبث عبر الأثير. وظل حتى أيامه الأخيرة يواصل العطاء في ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد، متمسكاً بمشروعه الثقافي والإنساني.

الحزن يعم الأوساط الثقافية والإعلامية

عمّ الحزن صفحات التواصل الاجتماعي والمجالس الثقافية بمجرد الإعلان عن وفاة الراحل، حيث نعاه عدد كبير من الإعلاميين والمبدعين السودانيين، مستذكرين مناقبه ومسيرته الطويلة في خدمة الكلمة والفن والإذاعة.

وقال أحد زملائه بإذاعة عطبرة: “فقدنا اليوم نغمةً دافئة كانت تملأ أثير عطبرة بحنينها ووفائها لكل ما هو جميل في هذا البلد.”

فقد جسيم في زمن نُزِف فيه الإبداع

يمثل رحيل أحمد شاويش خسارة كبيرة للسودان، الذي يمر في هذه المرحلة العصيبة بفقد مستمر لمبدعيه، سواء بسبب الحرب أو المرض أو الغربة، ويأتي رحيله كتذكير مؤلم بأن قاماتنا الثقافية والفنية تتساقط في صمت، دون أن تنال ما تستحقه من تكريم واهتمام.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *