قوش يعود إلى السودان سراً: زيارة غامضة وسط تكتم رسمي وتشديد أمني

المدير الأسبق لجهاز الأمن يظهر في بورتسودان بعد غياب دام ست سنوات… والملفات الأمنية تلوح في الأفق

بورتسودان – شبكة الخبر  ـ كشفت مصادر متطابقة عن وصول الفريق أول صلاح عبد الله “قوش”، المدير الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني وعضو المجلس العسكري السابق، إلى مدينة بورتسودان قبل نحو 12 يوماً، في زيارة مفاجئة وغامضة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الإنقاذ في أبريل 2019.

زيارة بصمت وتكتم رسمي
وبحسب المصادر، فقد دخل قوش البلاد عبر طائرة خاصة، وكان في استقباله عدد محدود من الشخصيات المعروفة في شرق السودان، وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي رسمي. ولم تُعرف بعد دوافع الزيارة أو طبيعة المهام التي يقوم بها، في ظلّ صمت مطبق من قوش والجهات الرسمية.

ملفات أمنية في الأفق؟
مصدر أمني رفيع ألمح إلى أن زيارة قوش ربما ترتبط بملفات “سياسية وأمنية دقيقة” يتم تداولها بموافقة قيادة الدولة العسكرية والأمنية، لافتاً إلى تزامن حضوره مع تعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، وتصاعد التوترات العسكرية في الإقليم.

عودة “الرجل الغامض” بعد رحلة هروب مثيرة
غادر قوش السودان في مايو 2019 في عملية سرية ومعقدة،   وذلك بعد فشل محاولات من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في اعتقاله. ولم يظهر بعدها في العلن، سوى في تقارير استخباراتية أو بيانات العقوبات الدولية.

عقوبات أوروبية وأمريكية متلاحقة
في ديسمبر الماضي، فرض مجلس الاتحاد الأوروبي عقوبات على قوش ضمن ستة مسؤولين سودانيين، شملت تجميد الأصول ومنع السفر، بتهم تتعلق بزعزعة الاستقرار والمشاركة في عمليات عسكرية واستخباراتية موجهة ضد المرحلة الانتقالية.
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشابهة في 2019، شملت منعه من دخول أراضيها، بسبب “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، شملت زوجته وابنته أيضاً.

أدوار مزدوجة في عهد الإنقاذ
ارتبط اسم صلاح قوش بملفات القمع والانتهاكات خلال فترة توليه جهاز الأمن، خاصة منذ تعيينه مديراً له في 2004 وحتى استقالته في أبريل 2019. ورغم انتمائه لنظام البشير، تشير تقارير إلى أنه لعب دوراً محورياً في إسقاطه بالتنسيق مع العسكريين، قبل أن يسقط هو الآخر من المشهد في ظل المرحلة الانتقالية.

ووفقا  لشبكة الخبر ”  ، يعتبر الإسلاميون الفريق صلاح قوش خائناً لحركتهم، ويتهمونه بلعب دور أساسي في تسهيل إسقاط نظام البشير، خاصة عبر تمكين المتظاهرين من الوصول إلى القيادة العامة في أبريل 2019. وتضيف الشبكة أن قوش بات يُنظر إليه داخل أوساط الإسلاميين كمن انقلب على مشروعهم بعد أن كان أحد أبرز مهندسيه.

مستقبل غامض وتحركات مريبة
حتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية على دور سياسي أو أمني جديد لقوش، لكن زيارته تثير تساؤلات واسعة في الأوساط السودانية، خاصة مع قرب تشكيل حكومة جديدة وتطورات إقليمية معقّدة. فهل يعود “رجل الظلال” إلى قلب السلطة، أم أن ظهوره المؤقت مجرد محاولة لإعادة التموضع؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *