حرب بلا رحمة.. ومستشفيات على المحك

تقرير – شبكة_الخبر – تتصاعد ألسنة اللهب في أرجاء السودان، لكن المعركة هذه المرة ليست فقط في ساحات القتال، بل داخل جدران المستشفيات التي أصبحت أهدافاً مباشرة في نزاع دموي بلا هوادة. بين أنقاض الرعاية الصحية، يقف المدنيون والكوادر الطبية في مواجهة هجوم شرس يُهدد حياتهم ويزرع الخوف في قلوب من يبحثون عن الأمان والشفاء.

في هذا الواقع المرير، لا يكتفي النزاع بقتل الأبرياء، بل يشنّ حرباً على آخر ملاذات الحياة، محطمًا كل ما تبقى من أمل في إنقاذ الجرحى والمرضى وسط فوضى تزداد ظلاماً.

أرقام مروعة وهجمات متكررة

كشفت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير عن توثيق 167 هجوماً على منشآت صحية في السودان خلال العامين الماضيين، منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وأوضحت المنظمة أن هذه الاعتداءات أدت إلى مقتل 1122 شخصاً وإصابة 333 آخرين، من بينهم مرضى وأطباء ومسعفون.

ولا تتوقف الكارثة عند هذا الحد، فقد سجّلت المنظمة خلال الأربعين يوماً الماضية وحدها سقوط 734 ضحية في هجمات مماثلة، مما يعكس تصاعداً خطيراً في استهداف القطاع الصحي، وهو ما ينذر بتداعيات إنسانية كارثية على المدنيين.

استهداف ممنهج للمستشفيات والكوادر الطبية

تشير تقارير إلى أن الهجمات على المنشآت الطبية ليست عشوائية، بل تحمل طابعاً ممنهجاً في بعض المناطق، حيث تستهدف مستشفيات ومراكز علاجية تقدم خدمات لضحايا من أطراف النزاع أو المدنيين المحاصرين.

وبينما تتصاعد المعارك في الخرطوم، دارفور، وكردفان، يُصبح من الصعب تأمين الرعاية الصحية للجرحى والمرضى، وسط نقص حاد في الأدوية، وانقطاع للكهرباء، وهروب للكثير من الكوادر الطبية إلى مناطق أكثر أماناً.

انهيار شبه كامل للقطاع الصحي

كان النظام الصحي في السودان يعاني أصلاً من هشاشة كبيرة، لكن النزاع الحالي أدخلها في مرحلة من الانهيار شبه الكامل. فقد خرجت نحو 70% من المنشآت الصحية عن الخدمة في المناطق المتأثرة بالقتال، تاركة ملايين المدنيين بلا دعم طبي.

هذه الموجة من العنف على القطاع الصحي تهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، وارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين النساء والأطفال والنازحين داخلياً.

مناشدات دولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

دعت منظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الإنسانية كافة أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المنشآت الطبية والعاملين فيها، ووقف هذه الهجمات فوراً.

كما طالبت المجتمع الدولي بزيادة الدعم الإنساني، وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الطبية، محذرة من أن استمرار هذا العنف قد يؤدي إلى كارثة صحية إنسانية لا يمكن السيطرة عليها.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *