خريطة النصر أم معركة جديدة؟ قراءة في إعلان الجيش سيطرته على الخرطوم

خاص – شبكة_الخبر – في تطور مفصلي من عمر الحرب السودانية، أعلن الجيش عن استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، ونشر خريطة جديدة الأربعاء توثق مناطق جديدة ..

الخريطة التي وُصفت بأنها “حديثة”، جاءت مصحوبة بخطاب تعبوي يؤكد المضي في “تطهير البلاد من التمرد والانطلاق نحو البناء”، ما يفتح الباب أمام قراءة متباينة: هل نحن أمام بداية النهاية للصراع؟ أم أننا نعيش فقط نهاية فصل واحد في حرب طويلة ومعقدة؟

يرى محللون أن هذه الخطوة تحمل رسائل واضحة إلى الداخل والخارج: تأكيدٌ للسيطرة على قلب الدولة، وإشارة إلى تفوق عسكري ميداني، في توقيت تسعى فيه أطراف دولية إلى إعادة بعث جهود التفاوض المتعثرة. لكن في المقابل، تبقى الخرطوم مجرد جبهة واحدة، بينما لا تزال مناطق واسعة في دارفور وكردفان خارج السيطرة الكاملة لأي من الطرفين.

سياسيًا، لم يصدر عن قيادة الجيش خطاب واضح حول مآلات هذه الخطوة. هل ستتبعها دعوة لحوار سياسي شامل؟ أم ستُوظف لتعزيز موقع تفاوضي في صراع سلطة ممتد؟ دون إجابات، يبقى احتمال إعادة إنتاج الاستقطاب قائماً.

أما على المستوى الإنساني، فإن ما بعد السيطرة يتطلب إجراءات فورية لإغاثة السكان، وفتح الطرق، وإعادة الخدمات، وهي تحديات قد تعرقل تحويل هذا “النصر” إلى واقع ملموس.

دوليًا، فإن المجتمع الدولي سيراقب ما إذا كانت هذه السيطرة مدخلاً لوقف إطلاق نار حقيقي، أم تصعيداً جديداً يعقّد جهود السلام.

في النهاية، لا تحمل الخريطة وحدها الجواب، بل تحمله الإرادة السياسية: نحو سلام عادل وشامل، أم إلى جولات جديدة من المواجهة؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *