الزين كندوة يكتب : من الأبيض تبدأ النهضة: شمال كردفان ترسم خارطة السودان الجديد

 الحديث الذي ذكره والي ولاية شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف وداعة الله لدى لقائه بتحالف اتحادات وروابط قبائل الولاية، حول رؤيته لإعادة صياغة الخدمة المدنية، وقضايا التنمية، أعتقد أنه حديث في غاية الأهمية، وعملياً سيضع منصة انطلاق جديدة لنهضة الولاية بشكل مفاهيمي متطور.

إذ قال: “الخدمة المدنية في صياغها القديم ظلت معرقلة لتحقيق التنمية، ودائماً تجدها تعارض تنفيذ المشاريع التنموية للمجتمع من أجل المعارضة فقط. لذلك سيكون نهجنا الجديد هو أن تظل الحكومة (الخدمة المدنية) ميسّراً فقط للشراكات، وأن يكون التنفيذ للمشاريع التنموية الاستراتيجية لمنظمات المجتمع المدني والمستثمرين”.

أكيد هذا الحديث المنطقي هو الذي ينهض بالبلد، وأعتقد أن السيد الوالي عبدالخالق وداعة الله قد نشّط إمكانياته العقلية الذكية، ومعارفه التراكمية في الأساليب العلمية التي نهضت بها الشعوب والأمم العربية والآسيوية والأفريقية. والواضح من خلال حديثه أنه سيوجه كل معارفه وعلاقاته وتجاربه لنهضة الولاية حتى تكون أنموذجاً لنهضة ولايات السودان.

وفي تقديري، الآن ولاية شمال كردفان من أكثر الولايات تأهيلاً لأن تلعب الدور الريادي في التحول التنموي، ابتداءً بأن مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، مؤهلة الآن لأن تكون هي عاصمة السودان البديلة، لموقعها الجغرافي الوسيط، وإمكاناتها الاقتصادية، ومحافظتها على مؤسساتها وبنيتها التحتية. وعملياً، هي الآن مؤهلة أكثر من الخرطوم (بعقدتها المركزية). وفي ظني، إذا السيد رئيس مجلس الوزراء الجديد الدكتور كامل إدريس أدار حكومته من الأبيض، سنكون قد أعلنا صراحة انتهاء حرب ١٥ أبريل تماماً، وإذا تم ذلك، من الممكن أن نطرح مفهوم “العاصمة السودانية الجوالة” — أي أن تنتقل كل خمس سنوات إلى ولاية جديدة، وتكون البداية بولاية شمال كردفان، وعاصمتها الأبيض.

كما أن شمال كردفان مؤهلة جداً لتحقيق الطفرة التنموية، لأن بين يدي السيد الوالي عبدالخالق وداعة الله عدد كبير من المشاريع المكتملة الدراسات من خبراء وعلماء وطنيين، ومقدمة من منظمات المجتمع المدني الوطنية. من بينها:

مشروع توطين التغذية المدرسية بولاية شمال كردفان، الممتد ضمن مشروع أبو حبل الزراعي، ويشمل محليات شيكان، الرهد أبو دكنة، وأم روابة حتى حدود الولاية مع النيل الأبيض. وقد ساهمت المجتمعات الريفية في إعداده، وتم استخراج شهادات خلو طرف من النزاع لـ (50) ألف فدان كمرحلة أولى.

مشروع تمكين المرأة والشباب عبر صفر نفايات (تدوير النفايات بأحدث التقانات العصرية)، وتم تصميمه وتكوين جمعياته القاعدية في محليات شيكان، بارا، الرهد أبو دكنة، أم روابة، وقد تنضم إليه جبرة الشيخ لاحقاً.

مشروع إدارة الموارد المتكاملة، الذي أجري مسحه الميداني خبراء جامعة كردفان والجهات ذات الصلة، ويغطي المحليات الشمالية بالولاية. عبقرية المشروع تقوم على حصاد مياه الوديان الشمالية التي تشكل خطراً على شمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم، وتحويلها لمصادر مياه للشرب والزراعة البستانية والرعي الحديث وزراعة القمح.

مشروع الجبراكة المجتمعية، الذي يسير في خطوات تنفيذه حسب التصميم المعتمد.لذلك، أعتقد أن السيد الوالي الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف وداعة الله قد أعلن عن انطلاقة مفاهمية جديدة لوضع منهج للتنمية، وهذا ما يمكنه من إحداث اختراق عاجل في وضع إطار قومي لنهضة الدولة السودانية، مستفيداً من إمكانيات ولايته. ومن أهم المحفزات ذات البعد الاستراتيجي لهذا الطرح هو التفاف شعب الولاية حوله بوحدة الصف، كما نرى في تحالف اتحاد قبائل الولاية الذي أطلق العديد من المبادرات الوطنية الخلّاقة.

ودمتم بخير
الثلاثاء 20 مايو 2025
الزين كندوة


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *