بورتسودان ـ شبكة_الخبر ـ أعاد تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ رئيسًا لمجلس الوزراء في السودان الجدل حول قضية سابقة تتعلق بتزوير مستندات رسمية، أبرزها سنة الميلاد في أوراق التوظيف والسيرة الذاتية خلال عمله في المنظمات الدولية.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أصدر مرسومًا دستوريًا الاثنين 19 مايو 2025، قضى بتعيين د. كامل إدريس في المنصب، ووجه مجلس الوزراء والجهات المختصة بوضع القرار موضع التنفيذ، بحسب ما أورده إعلام مجلس السيادة الانتقالي.
غير أن اسم د. كامل إدريس ليس جديدًا على دوائر الجدل. فقد سبق أن نشرت تقارير سرية صادرة عن لجنة تحقيق داخلية شكّلتها منظمة الملكية الفكرية (WIPO)، للتحقق من تزوير محتمل في تاريخ ميلاده وسيرته الذاتية، ما اعتُبر انتهاكًا لقواعد السلوك الوظيفي للأمم المتحدة.
وتعود القضية إلى عام 2006، حين غيّر إدريس سنة ميلاده من 1945 إلى 1954 في كافة ملفاته الوظيفية وبطاقاته الرسمية، بما فيها صندوق المعاشات الأممي، وبطاقته الدبلوماسية السويسرية، زاعمًا أن الخطأ كان “مطبعيًا”. لكنه كان قد وقّع على 12 وثيقة رسمية خلال سنوات عمله يستخدم فيها تاريخ 1945.
وسبق للمحققين أن أشاروا إلى مخالفات خطيرة في سيرته المهنية، بينها تقديم معلومات متناقضة حول مؤهلاته العلمية، وفترات عمله بوزارة الخارجية السودانية بالتوازي مع دراسته في جامعة أوهايو. كما كشف التحقيق عن استخدام إدريس تواريخ مختلفة في جوازات سفر، طلبات تأشيرة، وبطاقات إقامة، مما أتاح له الحصول على مزايا وظيفية لا يستحقها لولا هذا التلاعب.
وكانت بعثة سويسرا لدى الأمم المتحدة قد أعربت في خطاب رسمي عام 2006 عن شكوكها بشأن شهادات الميلاد التي قدمها إدريس، مشيرة إلى أن إحداها تبدو “مزورة”، وطالبت بأخرى موثقة ومصدّقة من الجهات المختصة.
ورغم أن د. كامل إدريس نفى التهم واعتبرها “استهدافًا عنصريًا”، إلا أن خلاصة تقرير التحقيق خلصت إلى أنه قدّم إفادات كاذبة واستفاد وظيفيًا من تزوير تاريخ ميلاده، وأنه امتنع عن تصحيح المعلومات رغم علمه بها منذ انضمامه إلى المنظمة في الثمانينات.
ويثير تعيينه اليوم على رأس الحكومة السودانية تساؤلات سياسية وأخلاقية جديدة، خصوصًا في ظل السياق الانتقالي الحرج الذي تمر به البلاد، وما يتطلبه من شفافية واستقامة في شغل المواقع السيادية.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.