(الكهرباء مقطوعة).. (الأكسجين ينفد) و (الماء مفقود) : من يُنقذ أم درمان؟

الخرطوم – شبكة_الخبر – مدينة أم درمان، إحدى أكبر مدن السودان، تغرق في ظلام دامس، بينما المرضى في المستشفيات يتنفسون بصعوبة، والمياه تنقطع في الأحياء، وسط انهيار متسارع للبنية الصحية. هذا ليس سيناريو لكارثة خيالية، بل واقع يعيشه ملايين السكان بعد هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت ثلاث محطات كهرباء رئيسية في 14 مايو، نُسبت إلى قوات الدعم السريع، ما تسبب في انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن ولاية الخرطوم.

منظمة “أطباء بلا حدود” أطلقت جرس الإنذار في بيان تلقته “شبكة- الخبر”، مؤكدة أن الانقطاع شلّ عمل مستشفيي النو والبلك، وهما منشأتان حيويتان تدعمهما المنظمة ويعتمدان على الكهرباء لضمان استمرار الرعاية الصحية. الآن، يعاني المستشفيان من نقص حاد في الكهرباء، الأكسجين، والمياه.

وقالت المنظمة إن مستشفى النو، وهو المركز الرئيسي الذي يخدم أم درمان وبحري والخرطوم، على وشك التوقف الكامل، مما يعني انقطاع “شريان حياة بالغ الأهمية” للآلاف من المرضى. وأضافت أن تعطل شبكة المياه العامة يدفع السكان إلى استخدام مصادر غير آمنة، ما يهدد بتفشي الأمراض، خصوصًا الكوليرا.

وفي محاولة للتعامل مع الأزمة، تضخ “أطباء بلا حدود” المياه إلى مستشفى البلك عبر الشاحنات، وتنقل الأكسجين من عطبرة بولاية نهر النيل، لكنها أقرت بأن مواردها محدودة للغاية.

الأزمة لا تقف عند حدود أم درمان. المنظمة أبدت قلقها من أن الهجمات الأخيرة على منشآت تخزين الوقود في بورتسودان شرقي البلاد زادت الطين بلة، إذ تسبب القصف في شح الوقود وارتفاع تكلفته، مما أعاق إيصال المساعدات الإنسانية والطواقم الطبية، خاصة أن بورتسودان تُعدّ المركز الإنساني الرئيسي في البلاد.

وفي ختام بيانها، أدانت “أطباء بلا حدود” الهجمات على البنية التحتية المدنية، محذّرة من أنها “تفاقم الأزمة الإنسانية المريعة أصلاً”، ودعت إلى وقف فوري لهذه الضربات التي تنتهك القانون الإنساني الدولي وتهدد حياة المدنيين الأبرياء.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *