وحدها الحالة الإنسانية التي يعاني منها أحد المرضى جعلتني لأكون وسيطا بينه وبين السيد أحمد يوسف عباس بيومي القنصل العام لجمھورية مصر العربية بولايات البحر الأحمر وكسلا و القضارف و نھر النيل.
و كانت تلكم الحالة هي دليل الطريق لمعرفة حقيقة منح التأشيرات للمرضى السودانيين وذلك بعد مقابلتي لقنصل عام جمهورية مصر العربية سعادة القنصل أحمد في مكتبه ببورتسودان
(1)
تقول تفاصيل القصة المأسوية بعد وقوع المريض وأسرته ضحايا لأحد ” المحتالين “الذي قبض منهم مبلغ ٢٩٠٠ دولار مقابل منحهم تأشيرة دخول سريعة إلى حيث جمهورية مصر العربية للمريض ومبلغ ٢٩٠٠ دولار أخرى يستلمها منهم بعد أن يؤشر جواز المرافق – أي اتفق معهم على مجمل المبلغ ٥٨٠٠ دولار – ولكن الذي حدث بعد استلامه مبلغ الدفعة الأولى ال ٢٩٠٠ دولار [ حي ] اختفى المجرم عن الأنظار والمكان الذي كان يقيم فيه بل وأغلق هاتفه وغادر مدينة بورتسودان إلى وجهة غير معروفة حتى هذه اللحظة حسب شاهد عيان
(2)
استنجدت بنا أسرة المريض كصحافة للتوسط بشرح كارثتهم وبحث سبل الحل عند قنصل جمهورية مصر العربية بيومي لمساعدتهم بمنحهم تأشيرة دخول للمريض ومرافقه أو البحث داخل نظام الكشوفات في القنصلية عن تواجد جوازاتهم التي أخذها المحتال من عدمها
بيّنت وشرحتُ تفاصيل كل هذا للقنصل المنصت والمستمع والقارئ الجيد في خطاب معنون إلى جنابه مُدعّم بالأوراق والتقارير واستندت فيه بعبارة كانت مكتوبة مسبقا على إحدى (كرفانات الأمن) تقول فيها التوجيهات القديمة إبان الزحام أمام القنصلية في شهور الحرب الأولى أن قنصلية جمهورية مصر لاتمنح التأشيرات لكل الأمراض إنما هي أربعة فئات فقط التي تستحق منح التأشيرة والتي لاحقا عرفت أنه لا القنصل ولاسكرتيره الشخصي الجدد لديهم العلم بذلك التوجيه
(3)
لم تمر ساعتان من مغادرتي مبنى القنصلية حتى ‘رنّ’ جرس هاتفي وكان الشخص في الجانب الآخر من الهاتف يطلب مني الحضور الآن وعلى وجه السرعة إلى حيث مبنى القنصلية لمقابلة القنصل خالني شعور الحس الصحفي لحظتها أنه يبدو والله أعلم أن هناك فقرة في خطابي قد أزعجت القنصلية بعد قراءتهم لما في فحوى الخطاب – المهم تحركت وبرفقتي المرافق نحو القنصلية وبالفعل التقينا بمهندس اللقاء الهميم سعادة الرائد شرطة رامي الجمري مسؤول تأمين وحماية قنصلية مصر الذي كان في انتظارنا بمكتبه توجهنا سويا الى داخل مبنى القنصلية وقابلنا سكرتير قنصل جمهورية مصر العربية الأستاذ محمد وتفاعله إنسانيا من قبل هو وسعادة الرائد رامي مع حالة المريض وما تعرض له من نصب في مبلغ منح التأشيرة الدولاري وتحسرهم لما حدث خاصة وأنه المريض الذي يفترض أن يُطلب له العون من الجميع
(4)
عند مدخل باب مكتبه من الداخل كان في انتظارنا ومعنا سيادة الرائد سعادة القنصل أحمد يوسف وبترحاب وبشاشة وكرم أهل مصر استقبلنا وأجلسنا وقدم لنا الماء البارد بنفسه من ثلاجته الخاصة ومن ثم أصر علينا أن نحتسي القهوة أو الشاي ومن ثم نبدأ الحديث وقد كان بعد أن قرع جرس مكتبه وأحضر نادله الشاي … بدأ القنصل مبتسما و ممازحا مرافق المريض إتنصب عليك آ آ اتفضل اتفضل مشاورا بيده للجلوس
سعادة القنصل بيّن لنا ومن الوهلة الأولى حتى قبل أن نستعدل جلستنا في مقاعده الوثيرة أنه لن يمنحنا التأشيرة مبرراً ذلك و باللهجة المصرية المعهودة أنه لن يساعد في منح التأشيرة لكل من إتنصب عليه قائلا : ( م هو أنا موش ممكن حدي تأشيرة لكل حد إتنصب عليه وجاييني ومعه صحفي عشان يجي بعدين يقول دنا إتنصب عليّ وخدت معاي صحفي وأدوني التأشيرة على طول … لا موش ح يحصل كدا أبدا ) وتابع – مش ممكن – كل من استنجد بالصحافة أو العمد أو النُظار أو أيا من المسؤولين ورموز المجتمع يجيني لتأشيرة لن نعطيهم لكي لا يزعجوهم ويزعجوك ويزعجوننا
وأكد لي إنما حرصه على مقابلتي كصحافي كانت للتوضيح لنا كصحافة تخاطب الرأي العام وتنوره بأن قنصلية بلاده لا ولم تحدد موجهات خاصة بأمراض معينه تكون عبرها صكوك إصدار التأشيرات الى بلاده إنما الإجراء الصحيح المتبع منذ فترة تسنمه موقع(قنصل جمهورية مصر ببورتسودان )يتمثل في عرض كل مريض على الطبيب المتواجد داخل القنصلية وواجب على المريض إرفاق الأوراق التي تثبت استحالة علاجه داخل السودان وطبيب القنصلية(وحده) من يقرر ويوصي بسفر أي مريض من عدمه حسب تقييمهم للحالة والتي تكون عبر الأوراق ولكن سعادة القنصل تابع بالقول أي مريض يصعب ويستحيل علاجه داخل السودان فإنه لا يتردد لحظة واحدة في منحه التأشيرة وعلى مسؤوليته الشخصية أمام ربه وضميره .
(5)
في ختام جلستنا مع قنصل جمهورية مصر العربية السيد أحمد تيقن المرافق بمتابعة بلاغه المدون عند النيابة والشرطة لملاحقة النصاب واتباع الطرق التي تسلكها السلطات في القبض عليه وتقديمه للمحاكمة لاستراد المبلغ المدفوع
وبضرورة استخراج جواز سفر جديد (بدل فاقد) عوضا عن الذي أخذه المحتال وعليه تقديم مستنداته عبر النافذة إلى موظف القنصلية والذي بدوره يحدد موعد مقابلة المريض ل(طبيب القنصلية)والانتظار حتى تتم إفادته عبر موظفي القنصلية
بعد خروجنا من القنصلية قام السيد الرائد شرطة(رامي الجمري )بإزالة الإعلان الحاوي للموجهات القديمة والذي كان ملصقا في (كرفانة الشرطة الخارجية)
📞0118339998
-صحفي حُر
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.