بانغي – شبكة_الخبر – يسعى رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستان أركانج تواديرا، للحصول على دعم مالي من دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية والأمنية على حكومته في العاصمة بانغي. وتأتي هذه الخطوة وسط تحركات إماراتية هدفها تنويع طرق إمداد قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، التي تخوض حربًا مفتوحة ضد القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
قافلة عسكرية على خط التوتر
بحسب تقرير لمجلة Africa Confidential نُشر في 16 مايو 2025، فإن حميدتي حاول في وقت سابق تأمين شحنة من المعدات العسكرية عبر الأراضي الوسطى، انطلاقًا من بانغي مرورًا بمدينة بيراو القريبة من الحدود السودانية.
ورغم دفعه مبلغًا ماليًا كبيرًا لحكومة تواديرا مقابل تسهيل مرور القافلة، فإن معظم المعدات صودرت من قبل مجموعة فاغنر الروسية، التي كانت ترافق القافلة قرب الحدود.
“تكرار مثل هذه المحاولة قد يُشعل توترًا بين موسكو وأبو ظبي، خاصة أن روسيا تُعدّ من أبرز داعمي البرهان”، بحسب ما أفاد التقرير.
هذا التداخل الميداني يعكس صراع نفوذ غير معلن في منطقة الساحل والقرن الإفريقي، وسط تراجع دور اللاعبين التقليديين مثل فرنسا والولايات المتحدة.
بانغي في مهبّ حسابات الحرب السودانية
تشير مصادر مطلعة إلى أن تزايد اعتماد حكومة بانغي على التمويلات الخاصة – خصوصًا من قوى خارجية – يجعل مستقبلها رهينًا بحسابات الصراع في السودان. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الإمارات لتثبيت نفوذها في مناطق عبور حساسة، بالتوازي مع استمرار الاتهامات الرسمية السودانية لها بدعم حميدتي عسكريًا.
خلفية: الحرب في السودان ودور الإمارات محل الجدل
اندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، إثر انهيار الترتيبات الانتقالية بين الجيش والدعم السريع، والتي كانت تهدف إلى دمج القوتين تحت قيادة مدنية.
منذ ذلك الحين، اتهمت الحكومة السودانية مرارًا الإمارات بتقديم دعم عسكري مباشر لقوات الدعم السريع، عبر شحنات سلاح تمرّ عبر تشاد وإفريقيا الوسطى.
في ديسمبر 2023، قدّم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي اتهم فيها أبو ظبي بـ”التدخل في الشأن الداخلي” و”تأجيج الحرب”. الإمارات نفت تلك الاتهامات، مؤكدة أنها تلتزم بالحياد وتُقدّم مساعدات إنسانية فقط للمتضررين.
مع ذلك، نشرت صحف أمريكية كـنيويورك تايمز ووول ستريت جورنال تقارير استخباراتية تفيد باستخدام شركات واجهة وطائرات شحن مدنية مرتبطة بأبو ظبي لنقل معدات عسكرية إلى قوات حميدتي.
هذا الجدل ألقى بظلاله على علاقات السودان مع دول الخليج، وفتح باب التنافس بين الإمارات ومصر والسعودية على النفوذ في الخرطوم والمناطق المحيطة بها.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.