حاجة «كاشف بدري» .. رائدة التغيير التي رسمت طريق النساء في السودان

بروفايل – شبكة_الخبر – في تاريخ السودان الحديث، برزت الحاجة كاشف بدري كواحدة من أبرز النساء اللاتي تحدّين التقاليد وصنعن الفارق في المجتمع. لم تكن مجرد ناشطة أو كاتبة، بل كانت صوتًا قويًا للنساء، ورائدة في الحركة النسائية، ومحفزة للتغيير الاجتماعي والسياسي. عبر مشوارها الطويل، أسهمت في تأسيس الاتحاد النسائي السوداني، وقدمت رؤى جديدة لتمكين المرأة، وعملت بلا كلل في ميادين الإعلام والتعليم والسياسة. قصة حاجة كاشف بدري شهادة على الإرادة الصلبة والنفس الراضية التي لا تعرف الاستسلام، وهي مثال حيّ لكل امرأة تسعى لترك بصمة واضحة في تاريخ وطنها.

خلال مسيرتها الحافلة، تركت حاجة كاشف بدري بصمة واضحة في كل ميدان شاركت فيه. كانت من بين أوائل النساء اللواتي أسسن الاتحاد النسائي السوداني، حيث لعبت دورًا محوريًا في رفع وعي النساء بقضاياهن وبناء حركات منظمة للدفاع عن حقوقهن. أسست باب “المرأة والعمل” في صحيفة الصراحة، وأصدرت مجلة القافلة الثقافية التي تناولت قضايا الثقافة والمرأة. كما شغلت مناصب قيادية في منظمات وطنية ودولية، منها اليونسكو وجمعية الهلال الأحمر، مما أتاح لها توسيع دائرة تأثيرها على مستوى أوسع.

إلى جانب ذلك، تركت إرثًا أدبيًا وثقافيًا من خلال مؤلفاتها التي وثقت الحركة النسائية وأبرزت قضاياها، ومنها كتاب “الحركة النسائية في السودان” وكتيب “الخليل الشاعر”. لم تكتفِ بالدور العام فقط، بل جمعت بين التزامها الاجتماعي وعائلتها، معززة بذلك دور المرأة المتكاملة في المجتمع.

كان لحاجة كاشف بدري أثر عميق في تمكين المرأة السودانية، إذ كان صوتها ينادي بالعدل والمساواة، وتحدّت الصعوبات بإيمان راسخ بأن التغيير ممكن. إرثها لا يزال يلهم الأجيال الجديدة من النساء السودانيات والمثقفات على حد سواء.

حياتها الشخصية

تزوجت الحاجة كاشف بدري من الدكتور علي التوم محمد، الذي كان خبيرًا اقتصاديًا في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ووزيرًا للزراعة في حكومة المشير جعفر نميري. أسفرت هذه الشراكة عن أربعة أبناء هم: منى، سعدة، هدى، وأكرم علي التوم، الذي برز في الحياة السياسية كوزير للصحة في الحكومة الانتقالية السودانية عام 2019.

تُعتبر أسرة كاشف بدري من الأسر العريقة في أم درمان، حيث تميز أفرادها في ميادين التعليم والثقافة والأدب والفن والرياضة، من بينهم الفنان الشاعر خليل فرح بدري، والأستاذ أبو القاسم محمد بدري، والأديب الشاعر حسن عثمان بدري، والشاعر محمد علي عثمان بدري لاعب فريق الهلال الشهير في زمنه.

رغم انشغالاتها الكبيرة في الحياة العامة، حافظت حاجة كاشف على توازن بين التزاماتها المهنية وحياتها الأسرية، مما جعل منها شخصية متكاملة استلهم منها الكثيرون القوة والإصرار.

إرثها

توفيت الحاجة كاشف بدري في 14 سبتمبر 2018 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 85 عامًا، مخلفة إرثًا حافلًا من العمل النضالي في مجال حقوق المرأة وتمكينها، ومثالًا للأجيال القادمة عن التزام لا يلين بقضايا العدالة والمساواة.

“المرأة هي النبع الذي يروي أرض التغيير، وحاجة كاشف كانت دائمًا صوت ذلك النبع، لا تهدأ ولا تنكسر.”


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *